للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

اكتشف رنتجن أشعة عرض هنري بوانكاريه الرياضي الفرنسي المعروف بتكهناته العديدة في جلسة بالمجمع العلمي الفرنسي أول لوح فوتوغرافي أخذ بهذه الأشعة وفكر مع بكارل فيما إذا كانت هناك أشعة أخرى غير الأشعة السينية من نوعها يكون مصدرها الأجسام الفلورية أي الـ عند تعرضها للضوء

فامتحن هنري بكارل أملاح بعض المعادن النادرة (الايران) وبدل أن يقع على الظاهرة التي يتوقعها مع زميله بوانكاريه وجد ظاهرة أخرى تختلف عن الأولى كل الاختلاف. ذلك أن ملح الايرانيوم تنبعث منه دون تأثير سابق للضوء أشعة طبيعتها غير معروفة. ومما يجدر بالذكر أن تجارب بكارل كانت تنحصر في أن يعرض الايرانيوم لضوء الشمس ثم يضعه على اللوح الفوتغرافي ليرى أثر الإشعاع الذي اكتسبه من الشمس، وقد حدث أن الجو ظل قاتماً في باريز بطريق الصدفة ثلاثة أيام متتالية (يقول سودي في كتابه ثلاثة أسابيع) في وقت كان قد نسي فيه بكارل قطعة من الايرانيوم على لوح فوتوغرافي مغطي بورقة سوداء رغم عدم تعرض هذه القطعة لضوء الشمس. وقد تأكد بكارل أن هذه الخواص لا تتعلق بتعرض سابق للشمس، بل إن هذه الإشعاع يستمر مهما طالت المدة التي تحجز فيها قطعة من الايرانيوم في الظلام. وهكذا اكتشف بكارل في الواقع الظاهرة التي أسمتها مدام كيري فيما بعد بالنشاط الإشعاعي

وكانت ماري سكلودوفسكا (مدام كيري فيما بعد) قد انتهت من حصولها على ليسانس العلوم في السوربون بباريز وشرعت تبحث عن مكان للبحث في المعامل التي يريدها في ذلك الوقت الأستاذ لبمان والتي يديرها اليوم أستاذي الكبير كوتون رئيس المجمع العلمي الفرنسي، وكانت تتجه في ذلك الوقت إلى بحث الأمواج اللاسلكية، فلم تجد مكاناً لها بالعمل وكانت تطالع النشرات الأخيرة للمجمع العلمي الفرنسي علها تجد مبحثاً آخر لا يحتاج للأدوات العديدة التي يحتاجها الموضوع الأول (الذي كما ذكر (سودي) حضرت فيه درجة أستاذ في العلوم) وإنه ليسرني أن أسرد هذه الوقائع في مصر لأول مرة هذا الشهر وهي التي استقيتها من الأستاذ الكبير جييه أثناء إقامتي الطويلة بالسوربون. وما كان أسعد حظ العالم عندما طالعت مدام كيري نشرة بكارل الخاصة بإشعاع الأيرانيوم

لفليب فرانك أستاذ جامعة براج دراسة فلسفية في مناقشة الأسباب والمسببات وكتاب لاقينا

<<  <  ج:
ص:  >  >>