وأن فن المسرح والرواية في القمة الشاهقة؟ ما قولهم وقد كاد الأدباء يجمعون رأيهم يأساً وقنوطاً على ضرورة إهمال الروايات المؤلفة والالتفات إلى الترجمة فهي أقل أذى للنفوس من الروايات الموضوعة؟ ما قولهم في أن الروايات التي قبلتها الفرقة وبذلت الحكومة من أجلها من أموال الأمة مبلغ ستين ألفاً من الجنيهات هي أقل قيمة وأحط معنى ومبنى من الروايات التي كانت تمثلها فرقة السيدة فاطمة رشدي وفرقة رمسيس في بداية أعمالهما؟ ما قولهم في أن الأدب والأدباء والفن والفنانين، وكل من يشيع فيه روح الغيرة على الأدب والفن يصرخون في خمسة شيوخ جامدين، جامدين، جامدين، وغرباء جد الغربة عن روح العصر ووحي البيئة والجيل؟
أيريد هؤلاء السادة الأجلاء المعترف لهم بعلمهم وأدبهم وفضلهم وغيرتهم على الثقافة العامة أن نقول لهم: اعتزلوا أيها السادة أماكنكم قبل أن يقبض أعضاء البرلمان أيديهم عن الفرقة وهي جد عزيزة علينا؟
أيريد هؤلاء السادة الأجلاء المعترف لهم - مرة ثانية - بعلمهم وأدبهم وفضلهم وغيرتهم على الثقافة العامة أن نقول لهم بصراحة أن ليس فيهم من يعرف حدود المطلوب منه، أو المطالب به فينتحل كل واحد لنفسه السلطة التي يشتهيها، والأستاذية التي يفرضها على الناس، والحق في الطعن في ذوق الأمة وفي كفاية المثقفين
أيريدون الاطلاع على بواعث ما انتابهم أحرج الصدور وأرهف الأقلام لنقد أعمالهم؟
الباعث الأول - في اعتقادي - هو الإدارة الفوضى التي يتولها ذهن هو مثال لعداوة النظام وحب الاستئثار
فالنظام يقضي أن يتولى مدير الفرقة بذاته وبمؤازرة سكرتيره الفني فحص الروايات التي تقدم إليه والتي يكلف تراجمة أكفاء بترجمتها فيختار ما يصلح منها، أي ما يوائم (رسالة) الفرقة الثقافية
والنظام يقضي بأن يستعين مدير الفرقة بأعضاء لجنة القراءة على فحص الروايات التي تقدم إليه، لا أن يتخذ منهم أساتذة أو مستشارين أو غلالة يستر ضعفه ورائهم. والنظام يقضي أن تؤلف لجنة من الممثلين والمخرجين تكون مسؤولة عن فشل الرواية أو سقوطها لأن لهؤلاء دراية فنية تكتسب بالمران ليس للمدير نظيرها