ملحوظ في كل البلاد الأوربية المتمدينة التي وجد فيها أثر للفن الروماني والقوطي.
هذا إلى جانب ناحية هامة في تاريخ الفن المتوسط وهي ناحية الفن الإسلامي الذي ظهر في أقطار متباينة وكان ولا يزال محافظاً على طابعه المميز.
أما تاريخ الفن الحديث فهو كثير التشعب صعب التقسيم لتقارب الشعوب واتصالها الذي ترتب عليه انتقال الثقافة من أمة إلى أخرى وتأثير مدنية في غيرها، ولا سيما في الفن الألماني في عهد النهضة من أوله إلى آخره (القرن الرابع عشر (إيطاليا) والخامس عشر والسادس عشر) وما كان للفن في تلك المرحلة من طرز مختلفة الوضع متشابهة الروح كما أن انقسام الفن إلى باروك وإلى روكوك كان له أثره الهام في الفن الحديث.
والإنتاج الفني بعدئذ هو ما يمكن تسميته بالفن المعاصر أو إن شئت فقل هو الفن الذي أدى إلى ما نلمسه الآن من الفنون المعاصرة، سواء ما كان منها مدرسياً أو سائراً على الأسس المدرسية، وسواء ما كان منها متجهاً إلى ما يسمونه الفن الرمزي والفن الوصفي والطابعي والاقتباسي.
وكان التقسيم المتبع في الفن الفرنسي والفن الإنجليزي هو أن ينظر إليهما تبعاً للمراحل التي مرا بها، ومميزات كل مرحلة منذ القرن السادس عشر؛ ولا سيما أن هذه المراحل كانت تسمى بأسماء الملوك والحاكمين، وهذه ظاهرة اختص بها هذان الفنان دون غيرهما.
وإلى جانب هذه الفنون الحديثة فنون شرقية حديثة أيضاً سارت في طريقها بعض الشيء وتطورت تطوراً مخالفاً لسابق فنونها، ولكنها مع هذا ظلت محافظة على طابعها الشرقي المميز. هذه الفنون هي الفن الهندي والفن الياباني والفن الصيني، التي لم يكن المؤرخ الفني يُعنى بدراستها دراسة علمية إلا في العصر الحالي.
أما مهمة تأريخ الفن نحو هذه الفنون جميعاُ فهي تكاد تكون نفس الدراسة المرتكزة على قواعد مشابهة لتلك التي اتبعت في تأريخ الأدب في العصر الأخير. وبذلك أصبح التأريخ الفني والنقد الفني والتسجيل الفني علوماً قائمة بذاتها لها أصولها وقواعدها.
ولتأريخ الفن قصته ككل علم آخر. فقد شملت كتب القدماء ما يهم المؤرخ الفني إلى حد كبير، فكتاب التأريخ الطبيعي لبلينيوس وكتاب الرحلة لبوزانياس اشتملا على بيانات وإيضاحات كثيرة وأوصاف مسهبة عن الفن في العصر القديم، ولكنها كانت أقرب إلى