وأخذ المحاضر يشرح خواص الكهرباء إذا تحركت وأنتجت تياراً يترتب على مروره في الأجسام الموصلة ظواهر حرارية وكيميائية ومغناطيسية وتدرج من ذلك إلى ذكر قوانين فراداي وأمبير المشهورة وقانون لنز الذي يلخص جميع قوانين التأثير المغناطيسي بأنها ظاهرة من ظواهر مقاومة المادة لتغير حالتها الكهربائية أو المغناطيسية. وإذا عممت هذه القوانين على المادة العازلة يمكن كما وضح ذلك مكسويل في معادلاته المشهورة البرهان على أن هناك تموجات كهربائية تنتشر في المادة وفي الفضاء بسرعة الضوء، بل على أن الضوء نفسه ما هو إلا نوع خاص من هذه التموجات، وقد شرح المحاضر الحسابات الرياضية الخاصة بذلك. ولقد كان العلم هرتز أول من اكتشف هذه التموجات في تجاربه المعروفة، فانتشر استعمالها في الوقت الحاضر بسبب التقدم المدهش الذي تم في فن الراديو منذ أوائل القرن الحالي.
وختمت المحاضرة بذكر الاكتشافات المدنية التي تمت منذ أواخر القرن الماضي، والتي مكنت الطبيعيين من أن يستخرجوا من المادة جسيمات مكهربة وأخرى خالية من الكهرباء، وتموجات مختلفة دلت على أنها مركبة من عناصر غاية في الصغر لا يمكن إدراك طبيعتها وتفسير تأثير بعضها على بعض إلا إذا أخذ المرء بترك ما عودته حواسه على تصوره عن العالم حوله وتبع فطاحل علماء الطبيعة الحاليين مثل إينشتين وبلانك وبوهر ودي بروجلي وهينزنبرج وشرودينجر وديراك في عالم تفكيرهم الجديد.
م م غ
الحلقة المفقودة
تلك هي حلقة العلماء الذين عرفوا الإسلام وأصوله، وعرفوا روح العصر وعلومه. ولقد كتبت مرة في افتقارنا إليها، وفقداننا إياها، فلما رأيت (الكلية الشرعية في بيروت) ودرَّست فيها قوى في نفسي الأمل بوجود هذه الحلقة المفقودة. فلما قرأت ما تفضل صاحب الرسالة فكتب عن الكلية ورحلة مديرها الفاضل صديقي الأستاذ محمد عمر منيمنة أحببت أن أطمئن إخواننا بأن ظهور هذه الحلقة المفقودة لم يبق أملاً وإنما صار حقيقة تلمس باليد. وأدلة تحقق الأمل هذه (الكلية الشرعية في بيروت) التي أقامها من العدم سماحة الأستاذ