وروى الراوون أيضاً أن زوجة شابة انتظم زوجها في إحدى الفرق العسكرية الحديثة فطال غيابه عن المنزل وامتدت ساعات التدريب إلى ما بعد الهزيع الأول من الليل، حتى تعودت أن تنام ولا تنتظر أوبته حين يؤوب. وتمادى على ذلك فترة طويلة، فأحبت أن تنبهه بعض التنبيه عسى أن يحتال للخلاص من هذا التدريب أو من تلك المواعيد، فتركت على الموضع الخالي من السرير ورقة كبيرة أشبه شيء باللوحة التي تكتب للتذكار، على بعض الأنصاب والآثار، وكتبت عليها:(هنا!. . . حيث كان يرقد زوجي قبل التحاقه بالفرقة العسكرية). . . فضحك حين رآها. وسمع الجيران بالخبر فضحكوا وتناقلوا الورقة بينهم بضعة أيام. . . وسرى الخبر إلى مكتب الاستطلاع فضحك أيضاً ولكنه اعتقل الزوجة أياماً في معتقل التأديب أو العقاب).
أما في الروسيا فالفكاهات التي يخترعها الظرفاء للضحك من النظام القائم فيها لا تحصى، ولا تقل في الرواج عن الفكاهات الألمانية.
قيل إن مندوباً من مندوبي الحكومة أراد أن يستطلع طِلْع الفلاحين الذين يطوفون أو يساقون إلى الطواف بضريح لينين وهو معروض فيه مكشوفاً للأنظار.
فسأل واحداً منهم: ما رأيك فيه. .؟ أي في الزعيم لينين.
فأجاب على البديهة: حاله مثل حالنا. . . ميت ولكنه لا يدفن!
ووقف فلاح على مقربة من آلة المذياع وهم يركبونها، فسمع المهندس يقول: إن كل كلمة تلفظ هنا تدوي في جوانب العالم كله. فهل منكم من يريد أن يقول (كلمة واحدة) باسم الروسيين؟ فأومأ الفلاح أن نعم. . . وتقدم إلى بوق المذياع فصاح:(النجدة!)
وقفزت جماعة من الأرانب من الحدود الروسية إلى الحدود البولونية، فدهش الحراس البولونيون لكثرتها وسألوها: ما الخبر؟ فقال واحد منها: إن مكتب الاستطلاع قد أصدر أمراً بالقبض على جميع الزرافي التي في الأقطار الروسية. . . قال الحارس: وما شأنكم أنتم وأنتم أرانب ولستم بزرافي؟! فقال الأرنب:(صحيح! ولكن هل لك أن تثبت ذلك لمكتب الاستطلاع؟!)
وعمت الشكوى من مكتب الاستطلاع هذا فأشاع الظرفاء الروسيون أن الزعيم ستالين قد