إذا نجا من يديه غير منعقر ... أفنى أنامله عضاً من الأسف
وقوله:
يصل الذليل إلى العزيز بكيده ... والشمس تُظلِمُ من دخان الموقد
وقوله في أثر الأفذاذ في حياة الناس وتاريخهم:
ولولا نفوس في الأقل عزيزة ... لَغَطَّى جميع العالمين خمول
وقوله:
رب نعيم زال ريعانه ... بلسعة من عقرب الحاسد
وقوله:
كفى بقومٍ هجاءً أن مادحهم ... يهدي الثناء إلى أعراضهم فَرَقاً
وكل هذه نظرات صائبة في النفس، وله أشياء كثيرة من أمثالها، ولا غرابة أن تكون للشاعر الوجداني نظرات صائبة في النفوس. وله أيضاً وصف بديع كما قال في وصف الفرس:
إذا تَوَجَّسَ كان القلبُ ناظرَهُ ... والقلب ينظر ما لا ينظر البصر
وقال في وصف تردد الجميل في النعيم وتشبيهه بتردد القُرْط الجميل في اهتزازه على جانب الوجه الجميل بعد تشبيه تردد الحبيب في النعيم بتردد النسيم ولعبه بالأغصان:
ينأى ويدنو على خضراء مورقة ... لعب النُّعامَى بأوراق وأغصان
كالقُرْطِ عُلِّقَ في ذِفْرَى مُبَتَّلَةٍ ... بين العقائل قُرْطَاهَا قليقان