أن تكتب في خطاب، ومع خطورة هذه المهمة فرَّط الدكتور بقطر في زيارة مرجريت. . .
وهكذا يكون الإخوان في هذا الزمان!
والحاصل - كما يعبر أهل بغداد - أني كنت أحب أن أتخلص بصفة نهائية من مرجريت، لأني كنت أخشى أن أفتضح في الأندية المصرية، وتحقّ عليّ لعنة خصومي، الخصوم الذين كانوا يعرفون كيف يلطخون سمعتي بالسواد بلا تعفف ولا استحياء.
كان يجب أن أقطع صلتي بمرجريت، وهل بقيت بيننا صلة غير مئات الفرنكات التي أجود بها في كل شهر لأنقذ موريس من الجهل ومن الجوع؟
كان هذا المرتب ثقيلاً جداً، وكان إرساله يضيع علي في كل شهر يوماً أو بعض يوم، وقد اضطرني مرة إلى أن أصرخ بالفرنسية! '
وكنت في كل مرة أتعرض لمكاره كثيرة من التحليلات النفسية، كنت أقول إن لي قرابات كثيرة تعاني الضر والبؤس. وهي أولى بكرمي إن كنت من الكرماء.
وكنت أقول إن مرجريت آوتْ روحي وقلبي خمسة عشر شهراً، ومكنتني من أن أصير أباً كريماً لطفل جميل.
وكنت أقول إن لمرجريت فضلاً عظيماً في مرونة لساني باللغة الفرنسية، المرونة التي مكنتني من أن أحاور هيئة الامتحان في مدرسة اللغات الشرقية خمس ساعات، والتي مكنتني من أن أصاول هيئة الامتحان بالسوربون ثلاث ساعات، وذلك مغنمٌ ليس بالقليل.
كنت أقول إن مرجريت هي التي عرّفتني بدقائق الحياة في باريس.
كنت أقول إني لم أحسن الأكل بالشوكة والسكين إلا بفضل مرجريت
كنت أقول إن مرجريت بكت مرة وأبكتني يوم زرنا معاً مصانع ستروين، حين وقفنا ننظر إلى فتاة تطرق الحديد وهي أرق من الزهر وأكثر إشراقاً من الصياح.
قالت مرجريت: ما رأيك يا محبوبي في هذه الفتاة؟
فتلعثمت
فقالت: قل الحق، ماذا تدفع من الأموال لحديث ليلة مع هذه الحسناء التي تطرق الحديد؟
فقلت: وهل هي أجمل من مرجريت؟
فقالت: دع هذا الأدب المصقول وأجبني