للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

فقلت: أقدم حياتي ثمناً للسمر ليلة مع هذه الفتاة

فقالت: وهل تعرف كيف زهدت هذه الفتاة في فتنة باريس لتلهو بطرق الحديد؟

فقلت: أحب أن أعرف

فقالت: هذه فتاة تستعد لتكون ربة بيت، فهي تطرق الحديد لتجمع من الأموال ما يمكنها من أن تكون زوجةً لرجل شريف مثل المسيو مبارك

ثم استغرقتْ في البكاء والنشيج

بكيتُ يومئذ لبكاء مرجريت بكيتُ بكاء لو شهدته الملائكة لأضافت اسمي إلى أسماء الشهداء والصِّديقين

وفي تلك اللحظة جذبتُ يد مرجريت بعنف وقلت: لن نفترق يا مرجريت

فقالت: وكيف؟

فقلت: سأنقلك إلى مصر، إن كان لي إلى مصر مَعاد

فقالت: وماذا أصنع في مصر؟ هل تراني أصلحُ لمعاونة مَدام مبارك على ترقيع الجوارب؟

فقلت: إن مَدام مبارك لا ترقِّع الجوارب

فقالت: كيف تقول هذا وأنت أبخل من اليهود؟!

وضحكنا ضحكاً صنع بالدموع ما تصنع الشمس بآثار الغيث

ذكريات مرجريت كلها لطيفة، ولكن يظهر حقاً أن فيّ شيئاً من أخلاق اليهود، لأني عانيت في حياتي ما يعاني اليهود، وهل يبخل اليهود بالطبع ولهم جدٌّ اسمه السموأل؟

إنما يبخل اليهود بسبب الاضطهاد، وأنا أبخل بسبب الاضطهاد

كان أجدادي من أغنى أهل المنوفية فحملتهم النخوة العربية على التبذير والإسراف إلى أن صافحوا الإفلاس

فأنا أجمع القرش إلى القرش لأصير من الأغنياء

وهل يتفق هذا مع الإنفاق على امرأة جميلة في باريس؟

يجب أن أقطع مرتب مرجريت

ولكن كيف؟

أحب أن أعرف كيف أتخلص من مرجريت

<<  <  ج:
ص:  >  >>