ولي تعزية ثانية هي رسائل مرجريت التي تحدثني عن غرائب الأشياء في باريس
ولي تعزية ثالثة هي الشعور بأن لي غرفة في باريس أدخلها على غير موعد حين أشاء
ولكني مع الأسف الموجع كنت أشعر بأني قد نزلت إلى أسفل دركات الانحطاط، لأني كنت أقدم المرتب إلى مرجريت بفضل الخوف لا بفضل الوفاء
وفي صيف سنة ١٩٣٧ كانت لي فرصة لزيارة باريس بمناسبة المعرض، وكانت مرجريت تلح في أن أزور ذلك المعرض لأراها وتراني، وقد شجعني سعادة محمد العشماوي بك على زيارة المعرض لأكتب عنه مقالة أو مقالتين، ولكني رفضت
رفضت فراراً من مرجريت
فماذا صنعت مرجريت؟
ماذا صنعتْ مرجريت؟
كتبت خطاباً تقول فيه:
(عزيزي مبارك
يسرني أن أخبرك أن موريس نال إجازة الدراسة الثانوية وقد وجد عملاً بمكتبة. . . بمرتب قدره ثمانمائة فرنك. وبعد أيام سأقف مع المسيو. . . بكنيسة المادلين لأداء مراسيم الزواج. فأرجوك أن تبقي المبلغ الذي تتفضل به شهرياً، فقد ينفعك في تربية أبنائك، ويهمني أن تعرف أنك أشرف رجل عرفته في حياتي، وأن تثق بأن خطيبي لا يغار منك، فقد صارحته بكل شيء، وهو في غاية الدهشة من أدبك العالي، وكل ما نرجوه أن ترسل عبد المجيد لنتولى تثقيفه في باريس)
صديقتك العزيزة جداً
مرجريت
حاشية:
(أنا أقرأ خطاباتك مع زوجي. فهل تقرأ خطاباتي مع زوجتك؟)