أن يظهر على جدرانها نقش واحد يدل على أسماء أصحابها.
الحلقة المفقودة.
ولكن هذا المنطق لم يرق لسليم بك، إذ كيف يذكر اسم الملك في مقابر الحاشية ولا يذكر في مقبرته هو؟ أضف إلى ذلك ما ذكره المؤرخ اليوناني هيرودوت، فقد قال إنه زار الأهرام ورأى نقوشاً على مبانيها؛ وبذلك تأكد لعالمنا المصري أن حلقة أثرية ما زالت مفقودة، وأن كثيراً من أسرار الهرم في الرمال مطمورة. . .
وبحث ونقب فوجد أن كل هرم له معبدان أحدهما جنائزي وهو إلى جوار الهرم من الناحية الشرقية، والثاني معبد الوادي وهو يبعد عادة عن المعبد الجنائزي بطريق. وعلى هذا الأساس بدأ أبحاثه فتوصل إلى الدليل القاطع بعد أن نقل رمال الصحراء من منطقة تزيد مساحتها على مائتي فدان. ففي الجانب الشرقي للهرم الأكبر وجد في معبده الجنائزي في ٢٨ نوفمبر قطعة من الحجر الجيري الأبيض نقش عليها رسم الملك خوفو وهو يلبس تاج الوجه البحري، كما عثر على قطعة أخرى عليها رسم الملك وهو جالس على عرشه يحتفل بمرور ثلاثين عاماً على توليه العرش. وبهذه الأدلة القاطعة هدم النظرية القائلة بعدم وجود نقوش.
ويتكون المعبد الجنائزي من مساحة واسعة تقع شرق الهرم الأكبر وأرضها من حجر التولوريت الأسود الذي أحضره الملك من الفيوم. وقد نحت إلى جوار المعبد ثلاثة مراكب رمزية يستعملها الملك بعد عودته عندما يتمثل إله الشمس في طوافه حول الأرض. واثنتان منها توازيان الهرم وطول إحداهما ٥٥ متراً وطول الثانية ٥٠ متراً، ويختلف المركب الثالث عن سابقيه وهو فريد في نوعه. لأن الوصول إلى قاعه يكون بدرجات كثيرة مما لم يشاهد في المراكب الأخرى. وقد كانت جدران هذه المراكب مغطاة بالحجر الجيري الأبيض الذي وجدت آثاره في المنطقة. وينتظر أن يكشف رفع الرمال التي تغطي تلك المنطقة عن كثير من المعلومات والآثار. ويطمع علماء الآثار أن يجدوا تمثالاً للملك خوفو الذي لا يوجد له تمثال في كل متاحف العالم غير التمثال الصغير الذي وجد في العرابة؛ وقد وجدت تماثيل ولكنها محطمة.