وهناك اكتشاف آخر يكشف عن كثير من مقدرة قدماء المصريين، فإن كثيرين يظنون أنهم كانوا يرفعون الأحجار الضخمة إلى مواضعها بجرها على مستويات مائلة. وكلما تم بناء طبقة رفع المستوى المائل إلى أن يتم البناء كله فيزال ما حوله من مستويات. وقد عثر سليم بك على بكر ضخم مصنوع من الجرانيت الغرض منه رفع الأثقال ونقلها، وهذا يدل على انهم كانوا يستعملون الآلة الرافعة كما نفعل الآن.
سر أبي الهول.
وأدت الحفريات الحديثة شرق الهرم الثاني إلى كشف كثير من غموض أبي الهول حتى أصبح في حكم المقرر أن الملك خفرع باني الهرم الثاني هو الذي أمر بنحته في الصخر. وذلك لما يشاهد من اتفاق فن البناء في معبد أبي الهول والهرم. وقد وجدت حول أبي الهول أكثر من ٢٠٠ لوحة أهداها إليه كبار الزوار عندما كانوا يحجون إليه مما يدل على ما كان له من مكانة مقدسة.
وكلمة (أبو الهول) محرفة عن كلمة (بوحول) وهي لفظة إسرائيلية معناها (مكان حول) و (حول) إله محلي في فلسطين. فلما نزل الإسرائيليون بأرض مصر أقاموا في جوار أبي الهول وعبدوه بدلاً من أحد آلهتهم لما بينهما من تشابه. وبمضي الأعوام صحف لفظ (بوحول) فأصبح (أبو الهول). أما اسمه الفرعوني تبعاً لنصوص أقدمها يرجع إلى الأسرة الثامنة عشرة فهو (حر أم آخت) ومعناها (هوراس الذي في الأفق). وحرفه اليونان إلى حرماخيس. ويقول سليم بك (إن الإسرائيليين أقاموا في تلك المنطقة مدة طويلة، وإنهم تركوا مصر إلى الشام من طريق بجوار الأهرام، وما زالت قرية الحرونية تحتفظ باسم الهرم إلى الآن).
فن القدماء.
وبكشف مقابر كبار موظفي الأسرتين: الرابعة والخامسة. أميط اللثام عن كثير من غوامض التاريخ، فمن مقبرة (نتربو) يمكننا أن نعرف ترتيب ملوك الأسرة الرابعة. كما بينت المقابر الأخرى أن أولاد خفرع ليسوا أربعة فقط بل هم خمسة عشر ولداً وبنتاً.
أما من جهة الفن فقد وجدت في هذه المنطقة تماثيل كثيرة حافظ فيها الفنان على تصوير