أما مصير الأبوين بعد وضع البيض وتلقيحه فأمر مجهول تماماً إلا أن بعض العلماء يرجح موتها كما هي العادة عند بعض الحيوانات.
وعندما تعبر اليرقات المحيط إلى النهر تصل إليه في أوائل الشتاء ويعيش جزء منها بقرب مصبه، وهذه تكون في غالب الأحايين ذكور المستقبل والتي تعيش في أعالي النهر تكون الإناث. وتستغرق الثعابين في رحلتها هذه حوالي العامين.
وهناك نوع من الأسماك يهاجر من البحر إلى النهر مثل السمك الأوربي المعروف باسم (حوت سليمان) فهو يهاجر في جماعات كثيرة العدد فينزل البحر الذي يعيش فيه في أواخر الخريف وأوائل الشتاء ويتجه نحو النهر مفترساً ما يصادفه من الأسماك الأخرى، وله مقدرة غريبة على السباحة في النهر ضد التيار، كما أن لديه القدرة على القفز متخطياً بذلك أي انحدار يصادفه في مجرى الماء، وقد وصلت إحدى قفزاته إلى ارتفاع ثلاثة أمتار فوق الماء
وفي الأنهار التي بها سدود تعترض طريقه، والتي يتعذر عليه أن يقفز من أسفلها إلى أعلاها، فكر كثير من العلماء في إنشاء بناء مائل على هيئة السلم بجانب السد ينحدر عليه الماء من أعلى السد إلى أسفله، وبذلك يتاح لحوت سليمان أن يتابع سيره بدون أدنى صعوبة
فإذا ما وصل إلى مصب النهر يصوم عن غذائه وحينئذ تبتدئ الغدد التناسلية في التضخم والنضج
ولقد شوهد أن الحيوان يختار في رحلته هذه الأنهر السريعة الجريان المتدفقة المياه، ولذلك فهو يفضل دائماً أن يرحل إلى الأنهر الأوربية في أوائل الشتاء حيث تهطل الأمطار بشدة وتزداد سرعة المياه في الأنهار لدرجة كبيرة
وتبين أن الحكمة من هذا الاختيار هو أن ماء الأنهر السريعة الجريان يحتوي على كمية كبيرة من غاز الأكسجين المذاب، فإذا ما احتوى اللتر من ماء المحيط على ٦ س و٣ م من الأكسجين المذاب نجد أنه دائماً يتجه إلى الأنهار التي يحتوي اللتر من مائها على ٨ س و٣ م أو أكثر من غاز الأكسجين، كما أنه في أثناء صعوده إلى النهر يتخير دائماً الأفرع الغنية بالأكسجين إذ أنه شديد الحساسية لهذا الغاز