على أعمال الحفر وتشرف عليها وتأخذ نصيبها مما وجد، وكان ذلك النواة الأولى لإيجاد المتاحف العامة.
ونحن وإن كنا نعلم تمام العلم أن باريس كانت القلب النابض للآثار وتجارة العاديات بالنظر إلى ما جلبه نابليون؛ إلا أن ظهور نتائج الحفريات في روما وفي بلاد الإغريق ووصول أهم ما وجد في أثينا على مرتفع أكر وبوليس من أعظم ما رأت العين من نحت الرخام وأعمال التصوير والحفر التي جمعها البارون إلجين والمجموعة الرائعة التي تمثل الفن الأجيني إلى مونيخ، ومجموعة منحوتات أفاريز معبد برجامون التي تمثل الفن البرجاموني أحسن تمثيل إلى برلين كل هذا قاسم عظمة باريس وجعل من هذه المدن مدارس للفن ولدراسته العليا.
وبتأسيس المعهد الأركيولوجي في روما (١٨٢٩)، وما قام على تأسيسه من إنتاج هائل ونشاط بديع، وبإيجاد معاهد أركيولوجية لبلدان أخرى - إلى جانب الأكاديمية الفرنسية منذ سنة ١٦٦٦ - فإن هذا مما ساعد كثيراً على إيجاد المواد العلمية لتاريخ الفن الذي لا يقتصر على ما هو قديم؛ بل يتناول كل إنتاج ففي أياً كان عصره، إلا أن الطريقة التي يسلكها في التسجيل والنقد والتقدير والتأريخ للقديم لا يمكن أن تكون مشابهة لتلك التي يستخدمها للفن المعاصر الذي شوهه ذوو الأغراض والعجزة المدعون ممن يعتمدون على تشجيع غير الدارسين، وعلى دعاية الصحافة التي تدعي حرية الفكر والعمل، لأسباب جوهرية سنذكرها في مقال خاص بفلسفة الفن الحديث
ولقد ظهر بعض الصور المحفور أصلها على لوحات من النحاس - مثّلت روائع العمارة، وأول هذه على ما نذكر، ما أخرجه جون فيليبيا في كتابه ١٦٨٧. وكذلك أندريه فيليبيا في كتابه: ٤ ١٧٠٥. اللذان سلكا فيهما مسلكاً نقديّاً علميّاً للإنتاج الفني الحديث، وكان للكتاب الأول صدى مهد السبيل لترجمته إلى اللغة الألمانية (طبع بهامبورج سنة ١٧١١).
أما تأريخ الفن المتوسط، ولا سيما فن البناء، فقد ظهر الاهتمام به في إنجلترا أولاً وكان هذا في أواخر القرن الثامن عشر.
وفي ألمانيا اشتغل فريق من العلماء بتأريخ فن التصوير الألماني القديم (نسبيّاً) على رأسهم