للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تَعِبٌ بحفظ هَنَاتِ ميسرتي ... كيما يُعَدِّدَها على العسر

ومن شعره في هذا الباب قوله من قصيدة رائعة:

وقلوب أعدائي الذين أخافهم ... مغلولة لي في جسوم أحبتي

ولمهيار قصيدة في العتاب بلغت منزلة عالية وهي التي يقول في أول العتاب منها:

يا أهل ودي وما أهلا دعوتكم ... بالحق لكنها العادات والدرب

وفي اللغة العربية قصائد بارزة في العتاب يصح أن تكون في باب وحدها وإن تفاوتت مراتبها ومنها هذه القصيدة لمهيار وقصيدة البحتري التي أولها (يهون عليها أن أبيت متيماً) والتي مبدأ العتاب قوله (عذيري من الأيام رَنَّقْنَ مشربي) وقصيدة ابن الرومي التي مطلعها (يا أخي أين ريع ذاك اللقاء) وقصيدة سعيد بن حميد التي مطلعها (أَقلِلْ عتابك فالبقاء قليل) وقصيدة المتنبي التي مطلعها (وا حرّ قلباه ممن قلبه شَبِمُ) وقصيدة الطغرائي التي مطلعها (على أثلاث الوادِيَيْنِ سلامُ).

وفي الهجاء يحتذي مهيار الشريف أيضاً. قارن بين قول الشريف الرضي (من كل وجه نقاب العار نقبته) وقوله (يَصْدَى من اللؤم حتى لو تُعَاوِدُهُ) وبين قول مهيار: -

وملثمين على النفاق بأوجه ... صم يصيح اللؤم من قسماتها

ولمهيار أبيات كثيرة ضائعة في ثنايا مطولاته وهي أبيات يصح أن تشتهر وأن يتمثل بها.

مثل قوله:

والشامة البيضاء تنعت نفسها ... لوضوحها في الجلدة السوداء

وقوله:

يقول المرء ما يهوى ويرجو ... ويفعل فعله الفلك المدار

وقوله:

يسمون عيشاً في الخمول سلامة ... وصحة أيام الخمول سقام

وقوله:

ونشتكي دهرنا والذنب ليس له ... والدهر مذ كان مظلوم ومتهم

وقوله:

تقام على الفقير وما جناها ... إذا وجبت على المثري الحدود

<<  <  ج:
ص:  >  >>