من المضاعفات الخطيرة أثناء إجراء عملية كبيرة كهذه. أضف إلى ما يصيب الجسم من عوارض سيئة تنتاب الحيوان والإنسان بعد مضي وقت من استئصال مثل هذا العضو المهم
أهمية الطحال
والطحال هو (بوليس) الجسم لأنه ينقي الدم من الأجسام الغريبة ويقتل الميكروبات الضارة، فهو مخزن كرات الدم البيضاء والخلايا الأكولة، وهو يمد الجسم بالعناصر الدفاعية العديدة التي مازال منشؤها غامضاً على الطب. فاستئصال الطحال إذن يعرض حياة الشخص للأمراض المختلفة، ويجعل حياته قصيرة الأجل إذ يفقد الجسم القدرة على مقاومة الأمراض
وعز على الأطباء أن يقفوا حيارى أمام تلك المعضلة التي اختصت بها مصر من دون بلاد العالم. وأثار فضولهم أن يروا مرضاً خطيراً لا يدركون من أمره شيئاً، بل إن كل ظواهره هي ظواهر الحالة العادية للطحال فلا يوجد به علامات تسبب ذلك التضخم
تضاربت الظنون والفروض، وقدر الأطباء ما شاءت لهم نظرياتهم ثم أخرجوا فروضهم إلى حيز العمل ولكن المرض ظل على حاله. وزاد حيرة الباحثين كثرة المرض وظهوره الفجائي، ففي كل عشر إصابات بالتضخم أمكن الطبيب أن يعرف سبب ثلاث حالات أو أربع ويعزوها إلى حمى الملاريا أو الكلازار أو الأورام وفي باقي الحالات كان يقف أمام سر مغلق
وازدادت حيرة الأطباء عندما لاحظوا ظهور التضخم فجأة، إذ كان المرضى يؤكدون أنهم كانوا بصحة جيدة منذ شهور قليلة مع أن حالات التضخم التي يعرفها الطب تحتاج إلى سنوات. وكذلك لاحظ الأطباء أن أكثر حالات التضخم المجهولة كانت كثيرة في الوجه البحري فتبلغ نسبتها ٣٠ إلى ١ في الوجه القبلي. وعندئذ جزم الدكتور أنيس بأن (هناك حالة مرض مصري عضال غير معروف سببها، كثيرة الانتشار في مصر السفلى)
الحلقة المفقودة
بدأ الدكتور أبحاثه في سنة ١٩٠٨ وكان وقتئذ مساعد أستاذ في القصر العيني حيث راقب