أطراف، ونشأت الأمفيبيا كالسمندر والضفدع وهي الحيوانات التي تقطن الماء في صغرها ثم تنتقل في كبرها إلى حياة البر
واستمرت المياه في بعض الجهات تغيض شيئاً فشيئاً وأخذت الحيوانات الأمفيبية في تلك الجهات تتحول تبعاً لذلك إلى حيوانات برية ففقدت خياشيمها وقويت أرجلها ونشأت منها الزواحف كالورل والتمساح والثعبان
العصر الجليدي
وانقضى الصيف الدائم من على وجه الأرض وكسا الجليد نحو ٤ ملايين ميل مربع من سطحها، تمتد من الهند إلى أوستراليا وإلى أفريقيا. وقضت هذه المذبحة الهائلة على نحو ٩٧ في المائة من الأنواع النباتية والحيوانية فتحولت النباتات إلى طبقات من الفحم ولم يبق من الحيوانات إلا نماذج قليلة في الأقاليم الحارة هي التي نسلت ما احتواه العصر الحديث من الأمفيبيا والحشرات وغيرها. فلما ذابت طبقة الجليد بعد ربع مليون سنة بسبب انخفاض سطح الأرض في الجنوب عادت الزواحف إلى الانتشار، وكانت أوربا في ذلك الوقت غاطسة تحت الماء لا يطفو منها سوى قنن الجبال وأجزاء قليلة أخرى تبدو كمجموعة من الجزائر محاطة بحواجز من المرجان ما تزال آثارها تشاهد إلى الآن فوق الجبال. وكانت هناك قارة ملأى بالبطاح والغياض ممتدة من أسكوتلاندة إلى أمريكا (تسمى في عالم القصص بالاطلانطيس) فساعدت على انتقال الزواحف الجبارة بين القارتين
كانت إناث الحيوانات قبل العصر الجليدي تضع البيض وتتركه على سطح الأرض أو الماء فينقف من تلقاء نفسه بتأثير الحرارة، وبذلك كانت الطبيعة تتولى عمل الأم. فلما حلت البرودة أصبح الرقاد على البيض وتعهد الصغار بالعناية أمراً لا غنى عنه. ونشأ للزواحف رداء حرشفي رفيع، وأصبح جلد الأمفيبيا لزجاً كما نشاهد الآن في الضفادع، ونشأت الطيور والثدييات مزودة بقلب ذي أربع غرف يساعد في إمداد الدم بقدر وافر من الأوكسجين ليحرق وقوده فيحتفظ الحيوان بالدفء ولا تنحط حرارته مع حرارة الجو كما هي الحال في ذوات الدم البارد وهي الأسماك والأمفيبيا والزواحف. وساعد الدم النقي في الطيور والثدييات على زيادة حجم المخ وارتقائه وتمت لها السيادة في العصر الجديد. أما الزواحف الضخمة المدرعة بدروع ثقيلة فقد قُضي عليها عندما حل البرد الشديد بعد ذلك