وقد استطاع العلماء بما عثروا عليه من الهياكل البشرية التي ترجع إلى عهد قديم جداً والأدوات الحجرية المتدرجة الرقي التي وجدوها إلى جوار تلك الهياكل - أن يكتبوا قصة الإنسان. وتتلخص في أن فرعا من متسلقات الأشجار بارح الأشجار وهبط إلى الأرض فارتقى فيها وأصبح يتخذ العصا سلاحا، ثم ارتقى وبدأ فيه العنصر الإنساني حين بدأ يقرع صوانة بأخرى ليكسب إحداهما سناً حاداً مشحوذاً
كان الإنسان في أقدم عهوده يعيش في جو دافئ بغير نار وملبس ومنزل، ثم حلت خمسة عصور جليدية تتخللها فترات دافئة، واضطر سكان أوربة قبل التاريخ في المرة الرابعة إلى سكنى الكهوف، ثم شرعوا يرتدون الجلود وتعلموا أن يشعلوا النار بالصوان. وعندما انقضى ذلك العصر الجليدي كانت قد ظهرت في أوربا بشرية من طراز جديد، فبدأ التطور الاجتماعي واضطرت الأسر إلى المعيشة معا، وسرت في الكهوف لغة غير ناضجة.
وعادت طبقة الجليد تكسو أوربا فعبر القوم الجسور الأرضية إلى شمال إفريقيا وآسيا الصغرى، وكان السكان أكثف ما يكونون بين الخليج الفارسي ومصر، وكانت وديان النيل والدجلة والفرات قد تكونت حديثاً بفضل هذه الأنهار، واحتدم الكفاح بين القبائل والعشائر من أجل هذه الوديان وطلعت من هذا الكفاح أولى المدنيات.