وفي الإسكندرية خاصة، تعلمت بنات الأساتذة العلماء، تعليمً عالياً، فواصلن دراسة الفلسفة واللغة، وعلم الآثار القديمة، وقد اشتهر منهن كثيرات
وفي الفترة اليونانية الرومانية، نادى بلوتارخ بتعليم النساء، وقد انتشر التعليم بينهن في أيامه إلى حد بعيد محمود
وأسباسيا وضعت (موضعة) تعلم عن البيان والفلسفة، كعمل تظهر به المرأة في المجتمع الأثيني، وأصبح الانتماء إلى جماعة نصيرات التعليم العالي بدعة سارية، حتى أن كثيرات من نساء الطبقات الراقية (الشريفة) شغلن أوقات فراغهن بقراءة الفلسفة والشعر، وحصلن على نوع من التعليم، وإن لم يكن شعبياً؛ فقد كان خوصياً من محاضرين فنيين
ميول النساء في ذلك العهد
ظل الكثيرون يعتقدون أن الشعر كان المجال الطبيعي للمرأة؛ يضاف إلى ذلك الفلسفة في الدرجة الثانية، إذ صارت الفلسفة الحرفة العامة التي أجدن تعلمها حينئذ. ولكن لعله لا يغيب عن ذهن القارئ والقارئة، وصف مدرسة سافو الشاعرة في التي أوى إليها الهيلينيات لدراسة الشعر والفن
إن جمال جزائر لسبوني الطبيعي، وحياة الطبقة الأرستقراطية المترفة، وتوقد ذكاء وحذق سافو نفسها، وحبها الخالص لصديقاتها الفتيات من بنات جيلها، كانت كلها مؤثرات قوية محبوبة فعالة لأهل زمانها
ليس من المستغرب إذن أن اكتسبت النساء حب الشعر وأولعن به، كما طبعن على الجاذبية لكل شيء جميل في الطبيعة في تلك البيئة؛ كما اكتسبن من مخالطتهن لفنانة مطبوعة، ومعلمة ماهرة مثل سافو أعلى الصفات
حتى لقد قيل: إنه وجدت ست وسبعين شاعرة من بين نساء اليونان القديمة، غير أنه لسوء الحظ لم يحتفظ لنا سجل التاريخ إلا بأسماء قليلات منهن، بلغ عددهن تسع شاعرات؛ لقبن بآلهة الشعر الأرضيات
عندما اتسع المجال أكثر أمام المرأة في عهد البطولة مهرت النساء في استعمال النباتات في فنون السحر، وفي تطبيب الجروح. وعندما أصبح الطب علماً، اشتغلت النساء بفنون منه. وظهر اختلاف أمزجتهن واستعداداتهن وميولهن الطبيعية، فمنهن من اشتغلت بالعلوم