للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

وهذا الذي أقول به لا يوجب إلغاء دار العلوم ولا تغيير نظام كلية الآداب، وإنما يوجب أن يتعرف هذان الجيلان بعضهم إلى بعض بلا بغي ولا عدوان

ويظهر من كلامك أنك راض كل الرضا عن الجامعة المصرية، ولكنك نسيت أن هذه الجامعة لم تصنع شيئاً في إصلاح ما سيطرت عليه من المعاهد العالية

هل تعرف يا سعادة العميد أن لغة التدريس في كلية الطب هي اللغة الإنجليزية؟

وهل تعرف أن لغة التدريس في كلية العلوم هي اللغة الإنجليزية؟

لقد نشرتُ أكثر من سبعين مقالة في دعوتكم إلى جعل اللغة العربية لغة التدريس في جميع المعاهد العالية فلم تقابلوني بغير الصمت البليغ. وكانت النتيجة أن تسبقكم الجامعة الأمريكية في بيروت إلى تحقيق هذا الغرض النبيل

وتكلمت يا سعادة العميد عن وجوب الإكثار من الترجمة، وكان الظن أن تذكر أني استطعت مرة أن أقنع وزارة المعارف بوضع نظام لخريجي البعثات يوجب ألا يظفر المتخرج في البعثات بأية ترقية إلا بعد أن يترجم كتابين من غرر المؤلفات الأجنبية في العلم الذي تخصص فيه. وقد أقرت وزارة المعارف ذلك النظام وأعلنته إلى مبعوثيها في المعاهد الأوربية والأمريكية، ويقول المرجفون إنك ساعدت على تقويض ذلك النظام بمعونة رجل من أصدقائك تولى وزارة المعارف، وكان ذلك فيما يقال لأنه نظام اقترحه رجل اسمه زكي مبارك وأقره وزير اسمه حلمي عيسى باشا

فهل يكون معنى ذلك أن الخير لا يكون خيراً إلا حين تقترحه أنت ويقره وزير من أصدقائك؟

ونسيت يا سعادة العميد أن كلية الآداب تقول أكثر مما تفعل، فإن لم يكن ذلك صحيحاً فحدثني أين مجلة كلية الآداب التي لم نر منها غير ومضات؟

ونسيت أيضاً أنك تقول أكثر مما تفعل، فأنت تدعو الدولة إلى إعفاء الأدباء من أعمالهم الرسمية ليتفرغوا للبحث والدرس، ثم ننظر فنراك تساعد الدولة والدهر على ظلم الأدباء

فإن لم يكن ذلك صحيحاً فحدثني كيف اتفق ألا تتحدث في الإذاعة اللاسلكية ولا تكتب في الجرائد إلا عن مؤلفات من تصطفيهم من الباحثين، مع أنك مسئول بحكم منصبك العالي عن الخلوص من شوائب الأهواء؟

<<  <  ج:
ص:  >  >>