للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولكن الضابط الهمام لم يأبه لإعجابها، واعتبر سلوكها معه ضغينة مبيتة، ولهذا رمى القفاز في وجهها معرضاً عن أي شكر ومتحرراً من غرامه. وبذلك أقصاها إلى الأبد

(منديل)

كان للقائد العظيم دي جينليز الذي مات في ألمانيا وهو يقود فرق الهوجينوت في الحرب الدينية الثالثة حسناء أغرم بها جداً فمرة كان يعبر وإياها النهر من أمام اللوفر، فأسقطت منديلها الفاخر في الماء عمداً، وطلبت إليه أن يغوص في النهر ليعيد إليها منديلها. ولكنه لجهله بالسباحة اتخذ من ذلك مبرراً حسناً للاعتذار إليها

ولكنها لم تقنع - ولامته - بل اتهمته بأنه عاشق خائن جبان. فما كان من القائد الشجاع إلا أن ألقى بنفسه في النهر دون أن ينبس ببنت شفة، وحاول البحث عن المنديل عبثاً، مضحياً بحياته لو لم يدركه قارب النجاة على الفور

نختتم بقصة شرقية مشابهة فيما يلي:

قصة إيرانية

الشاعر نظامي الإيراني أشهر من نار على علم، يرى في مخطوط من كتابه (هفت بيكر) المحفوظ في نيويورك، صورة ترجع إلى القرن الخامس عشر الميلادي، توضح أيضاً تشابه تصرف المرأة الشرقية وتصرف الغربية في نفس الحقبة من الزمن

ذلك أن الصورة تمثل (بهرام جور) ملك إيران يثبت لحبيبته فروسيته ومهارته في الرماية، بإجابتها إلى ما طلبته منه وهو أن يلصق السهم وحافر حمار الوحش بأذنه. وقد توصل إلى ذلك بأن ضرب حمار الوحش في أذنه بقطعة من الطين الجاف، فلما رفع الحمار حافره ليحك أذنه من أثر الضربة، رماه بهرام جور بسهم ثّبت به حافره بأذنه

هذه قصص أربع أود لو تتفضل القارئات ومن يرغب من حضرات القراء بإبداء رأي فيها، نصل من ورائه إلى مبدأ نؤسس عليه معاملة المرأة للرجل وبالعكس، ولا سيما في طور الخطبة

زينب الحكيم

<<  <  ج:
ص:  >  >>