للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

من الذهب محلى بنقوش له الطابع المصري. كما تغطي العنق بحلية زادته جمالاً وزانت الصدر بما فيها من ألوان وزخارف. أما المميز الخاص الذي انطبع على الوجه فهو أميل إلى الصمت والسكون من إلى الحياة والحركة. ولا نزال نرى الكثيرات من المصريات على جانب مماثل لهذا الجمال. وربما أضيف هنا أني أردت منذ حين التوفيق بين الجمال المصري القديم والجمال المصري المعاصر، وحاولت عمل المقارنات الدقيقة، إلا أني للأسف صادفت مصاعب، منها عدم إمكان تصوير السيدات اللواتي جمعن إلى جمالهن طابع الجمال القديم

أما تمثال (حرم العمدة) وهو مصنوع من الخشب فقد أعطانا فكرة صحيحة عن قوام المرأة في تلك الحقبة إلى الوقت الذي فيه نستطيع بمقارنة الوجه من جانبه ومن أمامه أن نعرف شكل الأنف المصري وطريقة تكوينه واستقامته. أنظر إلى الفم وقارنه بفم (نفريت) تر أن هذا الأخير اكتسب شيئاً من الحياة بالنظر إلى تلك الابتسامة الهادئة التي ارتسمت عليه. والغريب في الشعر هنا أنه ليس مجدولاً كشعر نفريت كما أنه تميز بتدرج نهايته السفلى، فكان أشبه بثلاث طبقات تعلو الواحدة مها الأخرى، فزادته رونقاً. نعم كان التمثال الأول ملوناً فظهر الكحل في العينين على حين كان الثاني من الخشب دون ألوان ظاهرة. أما التشابه بين السيدتين فظاهر من حيث امتلاء الوجه واستدارته.

أما والدة إخناتون فهي على هيئة عجيبة لها طابع مميز على غاية القوة، كما يبدو لأول وهلة أن لونها كان أسمر مما يؤيد أنها كانت من مصر العليا. وعلى ما يظهر كان الفنان حريصاً على إخراج الوجه مليئاً بالحياة، فتكاد العينان تنطقان. وقد بدا الفم غريباً في تكوينه وفيما يدل عليه. أنظر إلى استدارة الخط الفاصل بين الشفتين واتجاهه إلى أسفل تر أن هذا الوجه لم يكن فقط ليعطي الناظر هيئة صاحبة التمثال؛ وإنما عبر خير تعبير عن النفسية وما هو دفين فيها. ولعل غطاء الرأس بالسهم المثبت في وسطه يذكرنا جيداً بالخوذات الحربية الألمانية قبل الحرب

وتمثال موتنوزميت أم حورمحب (ش ٤) يعطي مثلاً سليما لنفس الجمال، مع ملاحظة أن الرأس أصبح مزيناً بغطاء ذي نقوش رفيعة توسطتها أعلى الجبين الأفعى المصرية.

وإذا تأملنا بشيء من الدقة التمثالين (٥، ٦) وجدنا فيهما تشابهاً شديداً من حيث التكوين

<<  <  ج:
ص:  >  >>