على تحصيل أساليب الشعر وفنونه وقد أُثِرَ تعميم (الآداب) وإطلاقها على معارف أخرى في قول الحسن ابن سهل:
(الآداب عشرة: فثلاثة شهرجانية، وثلاثة أنوشروانية، وثلاثة عربية، وواحدة أربت عليهن. فأما الشهرجانية فضرب العود ولعب الشطرنج ولعب الصوالج. وأما الأنوشروانية فالطب والهندسة والفروسية. وأما العربية فالشعر والنسب وأيام الناس. وأما الواحدة التي أربت عليهن فمقطعات الحديث والسمر وما يتلقاه الناس بينهم في المجالس)
وجاء في إحدى سائل الجاحظ:(إنا وجدنا الفلاسفة المتقدمين في الحكمة ذكروا أن أصول الآداب التي يتفرع منها العلم لذوي الألباب أربعة: فمنها النجوم وأبراجها وحسابها، ومنها الهندسة وما اتصل بها من المساحة والوزن والتقدير، ومنها الكيمياء والطب وما يتشعب من ذلك، ومنها اللحون ومعرفة أجزائها ومخارجها وأوزانها)
وجاء في رسالة إخوان الصفاء:
(اعلم يا أخي أن العلوم التي يتعاطاها البشر ثلاثة أجناس منها الرياضة ومنها الشرعية الوضعية ومنها الفلسفة الحقيقية.
فالرياضة هي علم الآداب التي وضع أكثرها بطلب المعاش وصلاح أمر الحياة الدنيا، وهي تسعة أنواع: أولها علم الكتابة والقراءة؛ ومنها علم اللغة والنحو، ومنها علم الحساب والمعاملات ومنها علم الشعر والعروض؛ ومنها علم الزجر والفأل وما يشاكله؛ ومنها علم السحر والعزائم والكيمياء والحيل وما يشاكلها؛ ومنها علم الحرف والصنائع؛ ومنها علم البيع والشراء والتجارات والحرث والنسل؛ ومنها علم السير والأخبار) ففي كلام ابن سهل والجاحظ وإخوان الصفاء علوم سميت آداباً وليست من علوم الأدب المصطلح عليها.
ويشعر بهذا التعميم قول الجرجاني في كتاب التعريفات:
(الأدب عبارة عن معرفة ما يحترز به عن جميع أنواع الخطأ) وقد يسر هذا التعميم حاجة الأديب إلى سعة المعارف والأخذ من كل فن بطرف (كما قالوا) وكذلك أدّى إلى هذا التعميم تولي الكتاب من الأدباء الوزارة ودواوين الدولة وحاجتهم إلى معرفة كل ما تصرفه الدول من السياسات وما يتصل بأعمالها من المعارف.
ومن شواهد هذا أن كتاب (صبح الأعشى في صناعة الإنشا) ضمن خلاصة المعارف التي