للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

كانت في عصره.

ومؤلفو الأدب في عصرنا يقسمون الأدب قسمين: الأدب بالمعنى الخاص وهو الشعر والنثر، والأدب بالمعنى العام وهو كل ما أدركته أمة من المعارف. فيقال مثلاً أدب العرب لما أثر عنهم من نظم ونثر. ويقال أدب العرب أو آداب العرب لكل ما أثر عن الأمة العربية من آداب وعلوم.

وإنما دعا مؤلفينا إلى هذا أنهم قابلوا بكلمة أدب الكلمة الإفرنجية وهي تدل على كل ما تسجله لغة في عصورها كلها أو بعضها وتخص أحياناً بما يسمى عندهم أي الكتابة الجميلة وهي الكلام البليغ من الشعر والنثر. فلما ترجم كُتَّابنا في معناها الخاص بكلمة أدب، وهي ترجمة صحيحة، ترجموها في معناها العام بكلمة أدب، وهي ترجمة تحمل الكلمة العربية أكثر مما شاع استعمالها فيه على مر العصور.

ولو استعملت كلمة (معارف) في هذا المعنى العام لكان أقرب إلى الوضع اللغوي وأبعد عن اللَّبس.

وكان من الترجمة عن اللغات الأوربية أيضاً أن سمينا (كلية الآداب) ترجمة للتسمية ويقابلها بالإنكليزية فأطلقنا الآداب على اللغات وآدابها والفلسفة والجغرافية والتاريخ وجعلنا كلمة (آداب) مقابلة لكلمة علوم التي ترجمتا بها كلمة

عبد الوهاب عزام

<<  <  ج:
ص:  >  >>