طبقة على حيوانات ونباتات دفنت فيها في العصر الذي تكونت فيه تلك الطبقة، وقد وجد إن الحفريات التي دفنت في طبقة قديمة العهد تكون أبسط في تكوينها وتركيبها من حفريات الطبقات التي هي أحدث منها عهدا. من الأمور الهامة أننا نجد حفريات كل سلسلة من سلاسل الأنواع الحيوانية على النحو الذي كنا نتصورها عليه قبل أن نعثر بها وذلك ما حدث مثلاً في ما يتعلق بقدم الحصان، فقد تعودنا أن نجد معظم الحيوانات الثديية الراقية ذات خمس أصابع فإذا أختلف الأمر عن ذلك في الحصان، ألزمتنا نظرية التطور بافتراض أن أصابع أسلافه كانت خمسا فبقيت منها واحدة وضمرت الأربع الأخرى، ونحن نميز في قدم الحصان الحالي إصبعاً واحدة ونجد في الخيل المتحجرة في عهد البليوسين أن قدمها ذات ٣ أصابع وفي الخيل المتحجرة قبل ذلك في عهد الميوسين أنها ذات ٤ أصابع وفي المتحجرة في عهد الأيوسين أنها ذات ٥ أصابع
من علم التشريح المقارن
يرينا التشريح المقارن ذلك التشابه العظيم بين جسم الإنسان وأجسام باقي الحيوان وفي مقدمتها (الشبيهة بالإنسان) وهي الشيمبانزي (البعام) والجوريلا (الغول) والأورانج أو أوتان (إنسان الغابة) والجيبون. ويقابل التشريح المقارن بين الأعضاء في مختلف الأنواع الحيوانية فيثبت ما بينها من أوجه الشبه سواء فيما يختص بالشكل الخارجي أو الوظيفة. فإذا نظرنا إلى جناح الخفاش وذراع الحفر عند الخلد وذراع الإنسان وجدناها متشابه تشابهاً عظيما في تركيب عظامها رغم تباين وظائفها، وما ذلك إلا لأن هذه الحيوانات متسلسلة من أصل واحد
ينظر معظم الناس إلى الحوت باعتباره ضرباً من السمك، وذلك لإقامته في الماء ولشكله الوشعي (المغزلي) ولوجود زعانف الصدر والذنب، ولكن تشريح الزعنفتين الأماميتين يرينا في كل منهما هيكلاً عظيماً يشبه مثيله في الطرف الأمامي من الحيوانات الثديية الأخرى. أما الزعنفة الذنبية فيدعمها محور عظمي هو نهاية العمود الفقري. ولبعض أنواع الحيتان زيادة عما تقدم زعنفة ظهرية بيد أنها خالية من أية دعامة عظمية، ولا إيضاح لهذا التباين في بناء الزعانف المختلفة في الحوت الواحد، ولهذا التعقد في بناء هيكل الزعنفة الصدرية إلا أن الحوت متسلسل من حيوان بري كان يستعمل طرفيه الأماميين في المشي