وتزعم أنه ليس في المنزل طعام وبأن تقلل معهم من الكلام بقدر المستطاع
قالت: (وهل أقول ليس في المنزل شراب أيضاً؟) فقال: (إياك أن تذكري اسم الشراب، ولتقفي حتى يسلم إليك الرد)
وفي أول مرة كلفها بذلك ذهبت وعادت فوضعت أمامه عشرة جنيهات فاستخفه الطرب وقال: (كيف أمكنك الحصول على كل هذا؟)
فقالت: (لقد فعلت كما أمرتني، فأبى الرجل أن يعطيني شيءً ولكني بكيت)
قال: (بكيت؟ كيف؟ هل آذاك؟)
فقالت: (كلا)
قال: (ولكن كيف تبكين؟ هل تأثرت من ذهابك بهذه الرسالة؟) فقالت: (كلا يا أبي ولكني وجدت البكاء وسيلة لتنفيذ المهمة التي ذهبت من أجلها)
قال وقد بدت عليه علائم الراحة والاطمئنان: (خبريني يا فيوليت. هل في استطاعتك البكاء كلما أردت؟). فقالت: (نعم. فإن معاملتك إياي منذ الصغر سهلت عليَّ اصطناع البكاء)
فلاطفها وواساها وقال: (تعالي يا ممثلتي العزيزة. إنني أهنئك بمستقبل باهر)
وكان ذلك اليوم بداية عهد جديد ترك فيه العلامة إفتاء المجرمين وترك حرفة التأليف، وعكف على تحرير الخطابات وإرسال ابنته بها ولقد أغنته هذه المهنة فأيسر، ولكنه ما زال عاكفاً على إرسال الخطابات
وفي يوم من الأيام جاءت إليه الخادم بخطاب وقالت: إن الفتاة التي حملت هذا الخطاب تنتظر مقابلته بالباب. فقال: (أسمعيني ما في خطابها) فقرأته، وهو خطاب من مؤلف كسدت سوق بضاعته، وليس في منزله طعام، ويريد مساعدة مالية لا تقل عن عشرة جنيهات
قال ريكاردس: (اطردي التي جاءت بهذا الخطاب).
فقالت الخادم: (أخشى يا سيدي إلاَّ يكون هذا في استطاعتي. إنها تبكي وحالتها مؤثرة جداً، وتقول أنه ليس في منزلها طعام)
قال: (اطرديها. فلماذا يلجأ إليَّ من أرسلها؟ عنده نقابة المؤلفين وعنده الجمعيات الخيرية