للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المختلفة)

فخرجت الخادم وهي تفكر في وحشية سيدها الذي يأمر بطرد فتاة مسكينة لا تجد هي ولا أبوها القوت الضروري. ثم عادت فقالت: إن الفتاة أبت أن تنصرف، وألحت عليه أن يقابلها. فنزل ريكاردس ووجد الفتاة في ثياب سوداء وفي يدها قُفاز كله ثقوب. وبكت أمامه بدموع حارة، وأقسمت بصوت متهدج، أنه ليس في منزلها قوت. فأضطر ريكاردس أمام هذه الدموع إلى إعطائها خمسة جنيهات)

وربما أدرك القارئ أن تلك الفتاة لم تكن سوى فيوليت متنكرة، وقد غيرت صوتها، وأنها تمثل أمام أبيها نفس الدور الذي كان يرسلها لتمثيله أمام الناس

وفي يوم قريب من هذا الحادث طلبت فيوليت إلى أبيها أن يأذن لها بالذهاب مع جيمز للنزهة. فأبى وأصر على إبائه، وأطاعته وقد كظمت غيظها وأصرت على فكرتها

في عصر ذلك اليوم سلم إليها أبوها خطاباً إلى أديب كبير في ضاحية من ضواحي المدينة لأنه كان قد استنفذ أسماء المقيمين فيها، فذهبت لأداء هذه المهمة بعد أن زارت مكتب أبيها وأخذت منه أوراقاً وانقضى اليوم ولم تعد، وانقضى اليوم التالي كذلك، وكاد أبوها أن يجن وأشيع أنها تزوجت من جيمز وأنها تقيم معه في منزل قريب من منزل أبيها

وتفقد مكتبه فوجد كيس نقوده مفقوداً، وكذلك دفتر مذكراته الخاص وبيان طويل بأسماء المؤلفين وعنواناتهم، فكان حزنه على البيان والدفتر أكثر من حزنه على المال المفقود لعلمه أن هذين هما مصدر ثروته. وأدرك أنها ذهبت إلى جيمز لتؤدي له الخدمة التي كانت تؤديها لأبيها فامتلأت نفسه بالأحقاد على هذا المزاحم

وبعد أسبوع واحد تقابل ريكاردس وجيمز في الطريق فأمسك الأول بتلابيب الثاني وطلب إليه أن يرد أبنته أو يسوقه إلى البوليس، لأن فيوليت لم تبلغ العام الحادي والعشرين فلا حق له في الزواج منها إلا بإذن أبيها. وقال إنه إما أن تكون معاشرته إياها سفاحاً معاقباً عليه لعدم بلوغها تلك السن، وإما أن تكون متزوجة بعقد مزور

قال جيمز: (إذن فلنذهب إلي البوليس وأنا مستعد للعقوبة إن كان ثمة عقوبة، ولكني سأقدمك للمحاكمة وعندي الأدلة بخطك من دفتر مذكراتك، ومن بيانك بأسماء المؤلفين. وسأقول إنك تعيش من أموال تحصل عليها بطريق النصب لأنك تطلبها بأسباب غير

<<  <  ج:
ص:  >  >>