تنفيذ إعدامه وأعطته موثقاً ألا تلتقي به بعد اليوم إن أجاب سؤلها ولكنها كانت تستدر القطر من الصخر، وتبذر الحب في المهمة القفر. . .
وشدد الملك الرقابة على السجين حتى لا تلقاه الملكة فتدبر لفراره أو تحاول إنقاذه. فتبدلت في عينيها وضاق أمام نظرها فضاء الأرض التي لم تتسع على رحبها لحبيين فعزفت عن الطعام وتساقطت نفسها حسرات عليه
وأومأ الملك إلى طبيب القصر أن ينفذ بنفسه الحكم على أن يبقى شرف الأمير مصوناً وانخلع قلب الملكة لسماعها نبأ إعدامه بجرعة سم دسها إليه الطبيب، فعصفت برأسها نوبة جنون جرت على أثرها حافية القدمين إلى السجن. . . ومنعها حارس الباب فبكت إليه وتوسلت فقال الحارس إن أوامر الملك مشددة. . . فهوت بشفتيها الرقيقتين الناعمتين على قدمي الحارس الموحلتين فتركها تمر وقال:
ليفعل بي الملك ما يشاء
ووجدت جثة الحبيب مسجاة على فراش خشن فأخذت رأسه الجميل بين يديها وشخصت ببصرها إليه فكان في غفوته الأبدية كطائر الأفنان؛ وسكنت حتى لقد خيل لمن رآها أن روحها قد تسللت من جسدها تاركة وجهها على هذه الصورة الجامدة
واختلط عقل الفتاة المسكينة فكانت لا ترى إلا في الطريق لقبره ذاهبة أو عائدة، وأرقت فلم تعد تنام إلا لماما
وهاجها الوجد إليه فجر ذات يوم فقامت إلى قبره بفأس تريد اقتحامه وأخذت تحطم رخامه وتكتشف عنه التراب حتى إذا انفتحت لها فيه فجوة أدخلت فيها يديها ورأسها وأخذت تعالج غطاء ناووسه حتى رفعته فانهال عليها حجر كبير فسقط رأسها الجميل على صدر حبيبها ولفظت آخر أنفاسها.