لأمي - وما زال - أقوى ما استولى على نفسي، وكان هو العامل المؤثر في سيرتي، فكنت إذا هممت بأمر أسأل نفسي:(ماذا ترى يكون رأي أمي في هذا؟) فإذا كان الجواب خيراً أقدمت، وإلا صددت نفسي وكبحتها عن مرادها، وصرفتها عما تحاول. أم ترى التعليل الصحيح أن البنين والأخوة والأقرباء على العموم نتيجة المصادفة، ليس إلا؟
لا أدري. وأكبر الظن أن بي نقصاً، فإني فيما عدا حبي لأمي، لم يغلبني حب قط - لا حب امرأة، ولا حب أحد من البنين أو الأقارب. ولست أرى الناس كذلك، وليس من المعقول أن أزعم أن الناس غيري شاذون، وأني أنا وحدي الطبيعي، والأولى والأقرب إلى العقل أن آخذ بمنطق (قراقوش) فأصدق الناس، وأرفض زعم الفرد.