أين كنت وأين كان؟ أين وأين؟
ليت شعري ما الحقيقة؟ وما الخيال؟ أين يلتقيان وأين يفترقان؟ وأين الحد الذي يفصل بين دنيا المنظور ودنيا التصور؟
هانذا ما أزال أسال نفسي: (أين أنا؟) وهذا سؤال صديقي ما يزال يرن في أذني: (أين أنت؟) وما تزال يدي في يده، وما زلنا واقفين جسداً إلى جسد على حيد الطريق!
وتحدث صديقي إلى ما شاء وتحدثت إليه، وهم أن ينصرف لشأنه وهممت؛ وعاد يسألني:
(وأين ألقاك بعد؟)
أين يلقاني وأين ألقاه؟
ها هو ذا يوليني ظهره ماضياً إلى غايته، ولكنه معي، ولكنني معه، ولكنه يسألني: (أين ألقاك؟)
أتراني وإياه الساعة على فراق أو على لقاء؟
منذ لحظة كان وكنت وأنه ليسألني: أين أنت؟ وأنه ليسألني الساعة أين ألقاك! وما افترقنا بعد!
أتراني معه هناك أصحبه في طريقه أم تراه هنا يصحبني؟
جسدان كانا معاً منذ لحظة فافترقا ومضى كل منهما على وجهه، ولكنه ما زال معي يصحبني في طريقي وما أزال أصحبه لا ريب
أأنا الذي معه هناك يناجيه في طريقه أم أنا الذي هنا؟
أهو الذي معي الساعة أتحدث إليه أم هو الذي مضى وخلفني؟
اثنان هنا: أنا وهو، واثنان هناك: هو وأنا، واثنان كانا جسداً إلى جسد يتناظران على حيد الشارع منذ قليل. . .!
أي هؤلاء أنا وأيهم هو؟. . . أينا الحقيقة وأينا الخيال؟. . .
أأنا واحد أم اثنان؟. . . وهو، ما هو؟ وكم هو؟
أنني أنا مع نفسي الساعة لا ريب، فمن ذاك الذي يزعم صاحبي في وهمه أنها يماشيه ويسر إليه النجوى؟
وإني لأشعر أن صاحبي هو معي الساعة؛ فمن ذاك الذي مضى بعيداً؟