أترى ذاك الذي مضى بعيداً يعرف هذا الذي معي أو ينكره؟
أم تراني أعرف ذاك الذي يماشيه صديقي ويزعم أنه أنا وما هو أنا؟
يا عجبا! أنني لا أكاد أنكر نفسي!
ها هنا أصل وصورة؛ فمنذا يمايز بينهما؟
ها هنا حقيقة وظل؛ فأي الاثنين أنا؟
. . . وطال علي الطريق وما ظفرت بجواب؛ وبرمت بصاحبي الذي كان يماشيني وأناجيه فأنسيت ذكره؛ وأحسب صاحبي الذي هناك قد مل ملالتي فأنسى ذكرى. . . . . .
وشعرت فجأة كأنما ثابت إلى نفسي. . .!
وكأنما كان جزء مني بعيداً عني فآب أليّ!
وأحسست إحساس الحي بوجوده!
ووجدت بعد لأي جواب ما سألت نفسي!
(هأنذا. . . هانذا. . . أنني أنا هنا!)
أين كنت؟ ومن أين عدت؟
وهل كنت شيئاً قبل له كيان وله مكان؟
سل الطفل ساعة مولده: أين كنت أيها الوليد قبل أن تصير جنيناً في بطن أمك؟)
فلو عقل لسؤال وعني الجواب لما أطاق
سله أولاً: هل كنت؟ قبل أن تسأل: أين كنت؟
أنا ونفسي شيء واحد: لو انفصل منهما شي عن شيء لما كان ثمة شيء!
ما أنا؟ حين يكون خيالي بعيداً عني؟
ما أنا؟ حين تتعلق أوهامي بما ليس في يدي؟
ما أنا؟ حين تمضي بي الذكريات إلى غير عالمي وتحاول أن تعيش بي في غير أيامي؟
ما أنا؟ حين أفكر فيك، أو فيه، أو فيها وأغفل عن حقيقة نفسي؟
ما أنا حينئذ بشيء؛ فلا أنا هنا ولا أنا هناك ولكنني أشلاء!
نحب الشيء ونتمانه، ونتخيل ساعة الظفر به؛ فنحس في أعماقنا ساعة نحب ونتمنى ونتخيل - أننا لا نشعر بوجودنا الكامل في أنفسنا؛ لأن الشيء الذي يكمل وجودنا ليس في