أكبر من ربع قطر الأرض بقليل كما تبلغ مساحته مساحة أمريكا الشمالية والجنوبية. وعلى هذا فجاذبيته أضعف من جاذبية الأرض، والرجل الذي يزن ٦٠ كيلو جراما على سطح الأرض يزن سدس هذا المقدار على سطح القمر. وإذا قدمنا حجراً إلى علو خمسة أمتار هنا، واستعملنا نفس القوة والسرعة فإن الحجر يرتفع إلى علو ثلاثين متراً في القمر، وقد تكون رغبة لاعبي الكرة شديدة في أن تجري اللعبة على القمر إذ يستطيعون رميها وإرسالها مسافة تفوق ستة أضعاف مسافة رميها هنا
ولضعف جاذبيته فهو تقريباً خال من الهواء والماء إذ ليس في القمر قوة جذب كافية لحفظ دقائق الهواء محيطة به فهي (أي الذرات) دائمة الحركة والتصادم بسرعة (٤٥٠) متراً في الثانية، وليست حركتها في جهة واحدة بل في جميع الجهات، لذا فهي تفلت تماماً من سطح القمر ولا تستطيع البقاء عليه
ولقد نتج عن خلو القمر من الهواء انعدام المياه وعوامل النحت أو التفتت، فلا نرى على سطحه أثراً من ذلك وبقيت الجبال على حالتها الطبيعية لم يحصل فيها أي تفتيت في الصخور ولم تتكون أودية بالمياه الجارفة ويمكن القول أنه عالم قاحل هادئ ساكن خال من أنواع الحركة وعلامات الحياة
ولا يقف الأمر عند هذا الحد، بل أن خلوه من الهواء أدى إلى تعرض سطحه لحرارة الشمس المحرقة وللبرودة الشديدة، إذ الهواء هو الذي يلطف حرارة الشمس وهو الذي يحتفظ بالحرارة التي تشعها الشمس حائلاً دون خروج الحرارة
وعلى هذا ترتفع الحرارة على سطحه أثناء النهار الطويل ارتفاعاً عظيماً حتى تصل إلى درجة الغليان؛ وقد تزيد حتى تقترب من درجة ذوبان الكبريت، وتهبط الحرارة في الليل الطويل فجأة وتستمر في الهبوط حتى تصل إلى أكثر من (٢٥٠) درجة فهرنهيت تحت الصفر
وإذا تحادث اثنان على سطحه فلا يسمع أحدهما الآخر فيضطران عندئذ إلى التفاهم بلغة الإشارات، ذلك لعدم وجود أمواج هوائية تنقل الصوت، وأظن أن القمر يلائم الذين يعنون بالمدفعية إذ لو أطلق مدفع في القمر لما سمعه أحد هناك ولما حصل على الأُذن أي أثر ولما اضطر الإنسان إلى استعمال ما يقي أذنه من شدة الأمواج التي يحدثها صوت المدافع