كانت الأرض قبل وجود القمر تسير حول الشمس في مدة أربع ساعات أي أن يوم الأرض كان أربع ساعات ولم يكن أربعا وعشرين ساعة كما هو الآن!
لقد زاد القمر في طول يوم الأرض، فما السبب في ذلك؟ لكل شيء سبب، وكل ما في الكون يسير ضمن نواميس لا يتعداها. ولقد استطاع الإنسان بفضل ما وهبه الله من القوى العقلية أن يكشف عن السبب ويعرف المجهول في بعض الحالات، وهو لا يزال سائراً في ذلك، وقد كشف من القوانين الكونية والأنظمة الطبيعية ما أمكنه الوقوف على كثير من عجائب الكون وروائعه.
استطاع الإنسان أن يحسب سرعة القمر حول الأرض فوجدها ٢٣٠٠ ميل في الساعة، كما ثبت له أن القمر يدور على محوره مرة واحدة كلما دار حول الأرض مرة واحدة في ٢٨ يوماً ورأى في الجاذبية ما يفسر له الإعاقة التي يحدثها القمر على حركة الأرض فثبت له أنه لولا قوة الجذب بين القمر وبين الأرض لاستمر في سيره على خط مستقيم، ولأصبح بعيداً عنا الآن ملايين الأميال
ولكن هذه القوة المستمرة، هي التي تغير اتجاه سيره وهي التي تجعله يسير في خط منحن (فلك) حول الأرض على الكيفية التي نعرفها
إن الجاذبية بين الأرض والقمر متبادلة، فكما أن الأرض تجذب القمر وبينهما قوة تجاذب تجعله يسير في مسار منحن حول الأرض، فكذلك القمر يجذب الأرض وبينهما قوة تجاذب، وهذه القوة أثرت على الأرض ولا يزال أثرها يعمل فيها (في الأرض) إذ أبطأت حركة الأرض وجعلت دورتها حول نفسها تستغرق ٢٤ ساعة بدلاً من أربع ساعات!
وعلى أساس قانون الجاذبية العام الذي ينص على أن قوة التجاذب بين جسمين تتوقف على مقدار كتلتيهما وعلى المسافة بينهما - أقول على هذا القانون حسب العلماء وزن الأرض وغيرها من الأجرام السماوية. فلقد حسبوا وزن الأرض من جذبها طناً من الرصاص (مثلاً) أو من جذبها القمر أو غيره من الكواكب
وهكذا توصل الإنسان بفضل قانون الجاذبية وبفضل ما أخرجته (الرياضيات) من معادلات ونواميس من الإتيان بالعجب العجاب وبالسحر يخلب الألباب!. . .