ما علاقة القمر بالتجارة؟ أو ما علاقة التجارة بالقمر؟ وهل القمر يساعد على التجارة أو يعوقها؟
إن للقمر أكبر الإثر في أحداث المد والجزر، ولولاها لما كان في الإمكان أن تدخل البواخر إلى الموانئ أو أن تخرج منها. ومن هنا تتبين لنا علاقة القمر بمصالح الناس واتصاله الوثيق بها. ويذهب بعض الفلكيين إلى أن هذا الاتصال قوي إلى درجة أن القمر في نظرهم هو من عوامل تقدم المدنية وارتقائها، فإذا تلاشى من الوجود أو بعد كثيراً عن الأرض اضطربت التجارة واختل نظامها.
يحصل مدان وجزران في كل يوم؛ والمد هو ارتفاع الماء والجزر هو انخفاضه. ويحدث ذلك من جراء الجاذبية بين الأرض والقمر، هذه الجاذبية ليست من القوة بحيث تجعل دقائق الأرض تتحرك، ولكن مياه البحار تطيعها حسب قوتها وتتجمع في البحر من هنا ومن هناك تجاه القمر، ومن هذا وبتأثير الشمس يحصل المد والجزر. وكثيراً ما نسمع بأن للقمر علاقة بالزراعة، ولكن إلى الآن لم يثبت شيء من هذا. ولا غرابة في ذلك إذا عرفنا أن الزراعة تتأثر (قبل كل شيء) بالحرارة، فالشمس تؤثر على النبات بحرارتها. أما حرارة القمر فهي من الضآلة بحيث أنها لا تحدث أي تأثير يذكر على النبات أو على غير النبات
ولقد قاس الفلكيون حرارة القمر وهو بدر كامل فوجدوها لا تزيد على جزء واحد من ١٨٥ ألف جزء من الحرارة التي تخرجها الشمس إلينا
وقد جرب العالم الفلكي (فلاماريون) عدة تجارب في ضواحي باريس ليتحقق مما إذا كان للقمر أي تأثير على المزروعات، فزرع بعض الخضر كالفول والبطاطس والجزر في أوقات مختلفة تطابق اوجه القمر الأربعة فلم يثبت لديه أقل تأثير في نموها. وإذا كان هناك تأثير للقمر في النبات فقد يكون من الزوابع والعواصف التي يثيرها القمر بجاذبيته للأرض