واختلف أنواعاً وأشكالاً، ونقش تارة، ولون وزركش أخرى
وكذلك الناس تطوروا، ولم تعد المرأة تلك البربرية التي كانت تحمل نفسها الأحجار وقطع المعادن الثقيلة للتزين مثلا، وإنما تطورت زينتها إلى ما هو ألطف وأجمل
لهذا نقول: إن فن التجميل في كل العصور بالنسبة للمرأة في الشرق والغرب، يتغير مثله الأعلى بالنسبة لدرجة تطورها، وإن اتفقت بعض مظاهره في أشياء
فمثلاً من زمن بعيد كانت منضدة التزين هي المرآة التي انعكس عليها نشاط المرأة. وقد وجد المنقبون في بلاد أشور، وفي مصر، مناضد للزينة تكاد تكون محملة بضروب من وسائل الزينة، كما قد يرى على أفخم مناضد التزين اليوم في البيوت، وفي محال التجميل العامة
والتاريخ يبرهن، مع الأسف أو مع الغبطة، على أن الجمال لم يكن طبيعياً أبداً (وهذا يتفق مع النظرية التي أشرنا إليها في أول هذا المقال) ثم قرر العقل البشري إثبات ذلك في الشرق والغرب، بدليل ما اتخذه الناس من وسائل للتجميل، ومن تحايل لأسبابه انتفعت به النساء بوجه خاص؛ وإذا اختلفت وجهات النظر في ذلك، فإنما تختلف من حيث التقدم في التطور لا من حيث المبدأ
ففي الغرب اخترعت محسنات البشرة ولون الوجه وفق أسس فنية وعلمية. أما الشرق فقانع بهذه النتائج غير المتقنة، التي يمكنه الحصول عليها من أنواع الكريم والحناء، والكحل الأزرق الذي تكحل به الجفون من الداخل، فيحدث تهيجاً في العين بسبب ملأها بالدموع، ويجعلها شديد اللمعان، ويعتبر ذلك من الجمال، وهو خطأ مضر بالعين
ويستعمل الروائح العطرية القوية التي تضعف من أعصاب نساء الشرق البدينات فتزيدها وهناً على وهنها، وبالجملة فإن نساء الشرق لا يحسن استعمال وسائل تزين الغربيات، وكثيراً ما يخطئن في تطبيقها العملي، ويخلطن بينها مما يؤذي أجسامهن ويسيء إلى أخلاقهن بوضعهن الأشياء في غير موضعها
كل ذلك لجهلهن تراكيبها، وعدم دراستهن لأنفسهن بحيث يعرفن ما يلزم لهن، وكذلك لعدم استعمالهن مبتكرات بلادهن، التي تكون وليدة حاجاتهن، وما يتناسب مع طبيعتهن
إن غفلتهن عن التعليل المنطقي تجعلهن مقلدات مسرفات في التقليد، فكثيرات منهن قلدن