وفي الواقع، لا يوجد شيء تطور في العالم بسرعة مثل ما تطورت وسائل الزينة وطرق استعمالها
وأصبح استخدامها باعتدال وفن من التقاليد المرعية والعادات المقبولة.
فالسيدة التي تظهر بأظافر غير معتنى بها مثلاً، أو بشعر لا تظهر عليه دلائل العناية والتهذيب والتجميل، أو بوجه شائه وكان في استطاعة صاحبته أن تقلل من شوهه، تعتبر خارجة على التقاليد، مقصرة في حق نفسها، وفي حقوق المجتمع. وهل هذا العصر إلا عصر تجدد ونشوء؟!
لهذه الاعتبارات من جهة، ولإسراف السيدات وبعض الرجال في التزين الخاطئ من جهة أخرى، ارتفعت تكاليف التزين جداً، بحيث أصبح ما ينفق على وسائله من نقود مقادير لا تصدق بسهولة لو لم تثبت صحتها الإحصاءات الرسمية
لقد قدر الآن في الولايات المتحدة أن المرأة تنفق ثلاثمائة مليون جنيه في السنة على معالجة التجميل، والدهون من كل نوع. وقد قسم الإحصائيون هذا المبلغ الضخم بين أصباغ الشفاه، وأصباغ الوجنتين والذرور، ودهانات تغذية بشرة الوجه والكريم بأنواعه، وأصباغ الحواجب والأهداب، ودهونات الشعر وغير ذلك
أما في إنجلترا، فإن أرقام ما ينفق على هذه الأشياء ليست إلى هذا الحد من الغلو، والمصاريف في إنجلترا على التجميل خمسون مليوناً من الجنيهات، أو ربما كانت ٧٠٠٠٠٠٠٠ جنيه
أما في مصر، فليست لدينا إحصائيات يمكن الاعتماد عليها في هذا الصدد، ولابد أن يكون الإنفاق في منتهى الإسراف، لأن مصر سوق دولية، والعرض كثير والمهارة في التصريف ممتازة، والعقول ساذجة، والإرادة ضعيفة في اغلب الحالات
كثيراً ما ألحظ وأنا أشتري شيئاً من الصيدلية، أو من متاجر الأدوية، سيدات يستغلهن مهرة الباعة فيها استغلالاً سيئاً، وكثيرات من السيدات يفوضن أمرهن للبائعة اللبقة، أو البائع ذي الحيلة لينصحا لهن بما يشترين، مما يكون أقوى أثراً في زينتهن
ولنا أن نتصور أي نوع وأية كمية من البضاعة يبتاع هؤلاء السيدات!
أما الحالة في العراق، فانه ولو لم أعثر فيه أيضاً على إحصائيات يستدل منها على مقدار