بوهر الدنمركي الذي كان مساعداً لرذرفورد. فليست هذه من المسائل التي يجوز إغفالها، ونكتفي الآن أن نذكر أن الأخير وفق بين النماذج الشمسية لرذرفورد، وبين نظرية الكم للعالم الكبير بلانك ولبوهر تعزى فكرتان أساسيتان في الفلسفة الحديثة، الأولى تتلخص في أنه يجوز لنا أن نفترض كل الأقطار أي الأطوال في مسارات المجموعات الشمسية الخاصة بالعالم الكبير بينما لا يجوز لنا أن نفترض إلا أطوالاً معينة لمسار الإلكترونات. والفكرة الثانية: أن الإشعاع وفق آراء (بوهر) هو جهد حادث من وثبة للإلكترون حول النواة من مسار إلى مسار أقرب منه لها
إنما أذكر ذلك ليعلم القارئ أن النموذج الشمسي (رغم ما دخل عليه من تعديل بعد الميكانيكا الموجبة للعالم (دي بروي) لم يكن مجرد العلم التخميني أو النظري بل كان يتصل بكل الفروع الطبيعية الأخرى وبخاصة التحليل الطيفي، وعندما تتاح لي الفرصة لأطلعك على الانتصارات الكبرى التي حازها بوهر وغيره تصبح هذه الحركات الإلكترونية في المادة الصماء أمراً عند القارئ لا يقبل الجدل.
نعود للنموذج الشمسي ونترك البراهين عليها في الوقت الحاضر؛ فالذرة وفق (رذرفورد) مجموعة شمسية تتوسطها نواة كالشمس شحنتها موجبة وتدور حولها إلكترونات كالسيارات التسعة شحنتها سالبة، ويصح أن تحوي النواة عدداً من الوحدات السالبة تتعادل مع عدد من الإلكترونات، وكلما كانت النواة ثقيلة زاد عدد وحداتها الموجبة. وأخف ما نعرفه من النواة نواة الهيدروجين التي تحوي شحنة واحدة موجبة يدور حولها إلكترون واحد كالأرض يتبعها القمر. أما الهيليوم فلنواته شحنتان وبالتالي يدور حولها إلكترونان، ويحضر الذهن بعد ذلك في جدول العناصر الليتيوم الذي لنواته ثلاث شحنات ويدور حولها ثلاث إلكترونات كما هو مبين بالشكل (١)
ولقد أمكن البرهنة على أن واحداً من الإلكترونات الثلاثة لا يجتمع مع الآخرين في غلاف واحد (الغلاف الجزء المحدد بالمسار) وهذا الإلكترون الثالث يشبه في هذه لمجموعة الشمسية الصغيرة كوكب بليتون في مجموعتنا الشمسية الكبيرة، والذي ذكرنا أنه يدور بعيداً جداً عن الشمس ويتم دورانه في ٢٥٢ سنة وهكذا كان لذرة كل عنصر عدد من الإلكترونات يتزايد من عنصر لآخر حتى نصل إلى الذرات العليا مثل الرصاص الذي