للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أما من حيث الناحية الإنشائية فانه كان واسع الأفق غير محدود الخيال، فأخرج إلى جانب تماثيل الآلهة تماثيل للإنسان (تمثال ديادومينوس وغيره).

ولبركسيتلس ناحية أفرغ فيها حبه وهيامه، تلك هي الناحية التي عبر بها عن جمال أفروديت آلهة الحب، وشباب إيروس إله الحب وابن أفروديت وهو الذي تحدثنا القصة الإغريقية عنه بأنه كان ولداً جميلاً بجناحين أو شاباً يحمل قيثارة أو قوساً، وموسيقى أبولو بن زويس إله النور والغناء والعزف، ونشوة ديونيزوس إله الزراعة والحصاد وزراعة الكرم.

واهم إعماله الباقية وأحسنها تمثال هرمس ابن زويس إله الطبيعة والرعاة ورسول الآلهة (واله التجارة والطرق والرحل واللصوص) والنوم والأحلام. وهو التمثال الذي وجد أثناء أعمال الحفر سنة ١٨٧٧ ولا يزال محفوظاً بمتحف أوليمبيا.

وقف الإله الشاب عارياً يحمل ذراعه اليسرى المتكئة على جذع شجرة الطفل ديونيزوس (ش٢ تمثل نصف التمثال فقط) ويمسك بيمناه عنقود العنب متجهاً به نحو الطفل. والساق اليمنى مستقيمة (هكذا في الأصل الكامل) والوسط محدود بخطوط غاية في الدقة مما تميز به نحت الفنان. والإنشاء المجموعي والوضع الكلي لهذا التمثال كله مليء بالحياة، عظيم بالجانب المتوفر فيه من الجمال، ولا سيما الرأس الدقيق الصنع البديع التكوين. أما الابتسامة الهادئة التي ارتسمت على وجه صاحبه (ش٤) فهي من ادق ما شوهد منحوتاً في الرخام.

ولعل تمثاله لإفروديت كينتوس هو أهم وأعظم عمل فني قام به (ش٦)، وقد فهم الأقدمون ذلك ونظروا إلى التمثال نظرة تقدير وإعجاب واستمتاع بروعته. تريد أفروديت النزول إلى البحر، فتخلع ملابسها وتلقي بها على آنية الزهر. وقد اتخذ من فكرة الرغبة في الاستحمام والتهيؤ للنزول في الماء موضوعاً للإنشاء الفني الخلاب، فبدا التمثال هائلاً، وظهر الوجه وعليه أثر ابتسامة أقل ما يقال فيها أنها التوفيق الكامل.

ولم يكن أثر يدل على هذه العظمة الفنية إلا الصورة التي رسمت على العملة، إلى جانب تماثيل نقلت عن الأصل، أحسنها التمثال المحفوظ بالفاتيكان (ش٤) وآخر محفوظ في ميونيخ فيه بعض التغيير.

<<  <  ج:
ص:  >  >>