للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

في عملها، وأنه يعوزها إدارة مركزة تتحمل كافة المسؤوليات

ويمكننا أن نتأكد من فشل الفرقة في عملها بمراجعة ميزانيتها المادية والأدبية، أي مقدار ما ربحته ومقدار ما قدمته من الروايات الناجحة لجمهور. وليس هناك سر إذا أذعنا أن الفرقة القومية تتكبد اليوم خسائر مادية جسيمة لولا الإعانة السخية التي تمدها الحكومة بها لكان قضى عليها في بدء عملها

أما الخسارة الأدبية كما أوضحنا سابقاً فالفرقة لم تقدم لنا من الروايات الناجحة خلال الأعوام الأربعة سوى ثلاث روايات أو أربع، وأنها لضعفها لجأت إلى استعارة روايات سبق تمثيلها كمجنون ليلى، وأنها تزمع في موسمها المقبل تمثيل روايات فرقة جورج أبيض القديمة، مع أن الروايات الإفرنجية الجديدة مثلاً تعد بالمئات، وأقصد بهذه الروايات تلك التي تساير نهضة الفن الحديثة. فمصر محرومة من هذا النوع، مع أن الوسائل كلها متوفرة لترجمة وإخراج هذه الروايات، كما أن مصر لها من المؤلفين المصريين المجيدين من يستطيع أن يمد الفرقة ويغذيها بروايات فنية

ويمكننا إنصافا للفرقة أن نقول أن من دواعي فشلها سببا عالمياً يشكو المسرح منه على وجه العموم، ألا وهو طغيان السينما. إنما يمكننا أن نعالج هذا الداء بوسائل في استطاعة المسرح صد تياره القوي، فلقد ثبت للفنيين أن لكل من الفنين المسرحي والسينمائي ميدانه المستقل، فإذا فهمنا ذلك حق الفهم، استطاع المسرح أن يعمل في ميدانه دون أن يخشى قضاء السينما عليه

والفرق بين السينما والمسرح أن الأول يعني بالمظاهر إذ يعطينا أروع المناظر بصورها المفصلة وجوها الحقيقي، بينما المسرح لا يطلب منه في الوقت الحاضر مثل هذه الزخارف الدقيقة، لأنه مهما أوتي من الدقة في إظهارها فانه يعجز دائماً عن تأديتها على وجهها الصحيح، ولكن يطلب منه العناية بإبراز الفكرة ناضجة قوية كما يعنى بروح الانسجام الواجب بين الممثل والجمهور، وهذا ما نطالب به الفرقة

- ماذا ترون من علاج للإصلاح؟

- لعلاج الفرقة وإصلاحها أوجه اذكر منها ما يأتي:

أولاً: هو ما سبق لنا ذكره من ضرورة تركيز الإدارة واستقلالها استقلالاً تاماً أي جعلها

<<  <  ج:
ص:  >  >>