ثم ماذا؟
قالوا: إن مصر مدينة في بعض نشاطها الأدبي إلى ناس كان أجدادهم من لبنان
وهذا حق
ولكني أتحداكم أن تثبتوا أن لبنان نبغ فيه أديب واحد ولم يكن مصدر نبوغه الاتصال بالثقافة المصرية
أتحداكم أن تثبتوا أن في مقدوركم أن تنقلوا إخوانكم في مصر إلى مرابعهم في لبنان
إن الأدباء السوريين واللبنانيين لم يذوقوا طعم المجد الأدبي إلا بعد أن شربوا ماء النيل، وفلان وأشياع فلان سيظلون من النكرات إلى أن يذوقوا ماء النيل
فتعالوا إلينا أيها الإخوان لنحولكم إلى رجال عظماء يسيطرون على الأدب والتاريخ
إن القاهرة تصنع بعقول العرب في العصر الحديث ما كانت تصنع بغداد في عصر بني العباس؛ فإن استطعتم طمس نور الشمس فامضوا في عنادكم آمنين!
أتشتم مصر في لبنان وبفضل مصر تنبه العرب إلى جمال لبنان؟
ثم ماذا؟
ثم زعم فلان وأشياع فلان أن أمثال الدكتور طه حسين والدكتور هيكل والأستاذ أحمد أمين والأستاذ لطفي جمعة لم يصنعوا شيئاً وأنهم في مؤلفاتهم لم يكونوا مبتكرين
فهل يستطيع فلان وأشياع فلان أن ينكروا أن لهؤلاء الرجال فضلاً عظيماً في نشر الثقافة الأدبية والعلمية والذوقية؟
هل ينكر أحد أن الدكتور طه حسين رجل موهوب وأن صوته وصل إلى المشرقين؟
هل ينكر أحد أن الدكتور هيكل من أعاظم المتحدثين عن شخصية الرسول؟
هل ينكر أحد أن الأستاذ أحمد أمين وضع أحجاراً متينة في تاريخ الحضارة الإسلامية؟
هل ينكر أحد أن لطفي جمعة له أبحاث وفصول تعد من الروائع؟
ومن هو الأديب الذي يسمح له ضميره بأن يتجاهل أقدار هؤلاء الرجال؟
قد يتطوع أحدكم فيبعث ما كنت قلته في طه حسين وأحمد أمين وأنا أعرف أني قلت في هذين الرجلين ما قلت باسم النقد الأدبي، ولكني مع ذلك أعرف أنهما من أقطاب هذا العصر، وليس لهما نظير في لبنان أو غير لبنان، وسيكون لهذين الرجلين صدى مسموع