هذا الخاتم، صنعه لي رجل كان يصنع الخواتم قريبا من المحافظة، ثم عبر معي البحر، وصحبني في فرنسا طالبا، وصحبني في الجامعة أستاذاً، عمل معي في أعمال الدولة، وأمضى معي عن أمور الدولة، وكان صديقا أميناً، لست ادري، كيف قبلت فراقه حينا، وأتمنت عليه صاحبي، حتى اقبل ذات يوم ينبئني انه افتقده فلم يجده، هنالك ضقت به وضقت بالناس، وضقت بالحياة كلها وقتا غير قصير، ثم زعم لي زاعم إن الأمر يجب أن يرفع إلى الشرطة فرفع اليها، وهبط إلى الصحف، ولكن الشرطة تلقت أمره باسمه، لكن الصحف نشرت أمره مداعبة، ولكن الأصدقاء تحدثوا عنه حين، أفرأيت إن قيم الأشياء، تختلف لا باختلاف آثارها، ومكاناتها ولكن باختلاف أصحابها، فلو كنت رئيس الوزراء، لما ابتسم الشرطي، ولما داعبت الصحف لأني فقدت خاتما، ولكني لست رئيس الوزراء فيبسم الشرطي، ولا يأتي حركة وتداعب الصحف، وتمزح أنت ويمزح هؤلاء بهذا وامثاله، كنا نتحدث أيام العيد.