للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الموجودة في إحداهما موجودة في الأخرى، فلا فارق هناك بين مادة ومادة من حيث أنها عناصر كيميائية

على أن الذي يستطيع أن يؤكده العلماء، أن المادة الحية مركبة من ذرات معتادة، لا تختلف إلا في أن لها قابلية عظيمة للتماسك أو التجمع في جزئيات كبيرة بنوع خاص، بمعنى أن معظم الذرات الأخرى المكونة للمادة المجردة عن الحياة ليس لها هذه الخاصة. خذ مثلاً الماء باعتباره المادة الأكثر شيوعاً أمامنا على سطح الأرض، فإن ذرات عنصرية الهيدروجين والأوكسجين تتحد لتكون إما جزئيات هيدروجينية أو أكسوجينية أو ماء

على أن أياً من هذه المركبات لا يحوي أكثر من أربع ذرات، كذلك لا يتغير الوقف بإضافة الأزوت، فإن جزئيات مركباته مع العناصر السابقة تحوي ذرات قليلة؛ بيد أن وجود الكاربون مع هذه العناصر يغير الموقف كلية، إذ تتحد ذرات هذه العناصر مع الكاربون لتكون جزئيات تحوي الواحدة منها آلافا بل عشرات الآلاف من الذرات، ويتكون جسمنا الحي من هذا النوع من الجزئيات الكبيرة

وقد كان يعتقد العلماء، منذ قرن من الزمان، لزوم قوة حيوية خاصة، لإحداث هذه الجزئيات الكبيرة. على أن (فولر) استطاع بالوسائل الكيميائية أن ينتج أحد المركبات البولية (? وهو نتاج حيواني كما تمكن علماء غيره من الحصول على مركبات حيوية أخرى

ونعد إلى الكلام على ذرة الكاربون العجيبة في كونها مكونة أولى للحياة، فنرى أنها تتألف من ستة إلكترونات تدور حول نواة مركزية، كستة سيارات تدور حول الشمس، ولا يختلف الكاربون عن البورق والأزوت أقرب الذرات شبهاً به في الجدول الكيميائي، لا في أنه يزيد سياراً واحداً عن البورق، كما ينقص سياراً عن الأزوت، ويبدو أن هذا الفارق البسيط هو الذي يعين كون المادة كاربوناً أو غيره، وبالتبع يعين إمكان دبيب الحياة فيها، أو استحالة ذلك

ومن هنا نتساءل، عما إذا كانت الذرة التي لها ستة سيارات تدور حولها، لها خواص استثنائية ترجع بها لسر من الأسرار العلمية التي لم تكشف لنا؟ إن الرياضة الطبيعية، كما يقول السير جينز لا تجيبنا اليوم على هذا السؤال

<<  <  ج:
ص:  >  >>