للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

هذه المشكلات هي سر الحياة وسر الأزمات العالمية وسر القلق والاضطراب في علاقات الاجتماع

ليس للماضي فيها تصريف ولا احتيال. فهل التصريف والاحتيال فيها للحاضر؟ وهل هما للمستقبل القريب أو البعيد؟

كلا! التصريف والاحتيال فيها للزمان وللعمل المشترك بين جميع الناس من شيوخ وكهول وشبان وأطفال لا يزالون في المهود أو لا يزالون في الأصلاب

وهل يرجى أن يجيء على الدنيا عهد من العهود خلواً من المشكلات التي تطلب الحلول ولا ينفرد بحلها جيل واحد من الأجيال؟

كلا! إن هذه المشكلات لا يحلها الحاضر ولا المستقبل برأي هذا أو باحتيال ذاك، ولكنها تنحل مع الزمان تارة بالعمل المقصود وتارة بأعمال كثيرة غير مقصودة، ولا تزال طبقة منها وراء طبقة على مدى السنين

هذه هي الحقيقة التي يجهلها بعض المتعجلين. وليس من غرضنا في مقالنا هذا أن نسهب في توضيحها وتمحيص نظرات الناظرين إليها، وإنما أردنا أن نشير إلى العامل الجديد الذي أضاف بعض الشدة والعنف إلى حرب الأجيال، وأدى إلى ذلك الموقف الذي لخصه (فرانك سنوينرتون) فيما تقدم

يوشك من يقرأ كلمة الناقد الإنجليزي ويذكر ما يكتب في مصر وفي بعض الأقطار العربية أن يبادر فيقول: (إن بعض الحال من بعض) أو (الحال من بعضه) كما يقول العامة في البلاد المصرية. . .

فإن قال قائل مثل هذا فهو مخطئ، لأن الحال الذي يحسب (بعضه من بعض) لمختلف أبعد اختلاف.

هناك يتكلمون عن الشيوخ الذين أنافوا على السبعين، وهنا يطالبون الكهول فيما دون الخمسين بالسكوت والانزواء.

هناك يأتي بعد جيل (ولز) جيل هكسلي وهو في الرابعة والأربعين، ثم يأتي بعده جيل الشبان الناشئين وهم في نحو الثلاثين، وهنا لا يتجاوز الشاب العشرين حتى يتعجل الشهرة بل يريدها له وحده خالصة دون أبناء الثلاثين أو الأربعين أو الخمسين، بل دون زملائه

<<  <  ج:
ص:  >  >>