للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ولم تمض أسابيع قلائل حتى أخليت له دائرة من دوائر البرلمان، وحتى اقسم يمين الطاعة للملك ولدستور الدولة العظمى التي قلما تغرب الشمس عليها.

هنالك بدأت معجزته الهائلة تقرع الأسماع، وتأتي بكل إبداع، يوم تبوأ مقعده في (وستمنستر) وقد لف على الحنجرة العزيزة كوفية من الدمقس الخالص، براً بها، وعطفاً عليها. وهي بهذا لعمري جديرة بعد أن أصبحت ينبوع ثورة، ومبعث قوة وصوله، وعماد حزب ودولة.

ولم يك إن جالت هذه الحنجرة جولةً أو جولتين حتى سقط (الأحرار) المساكين، صرعى لا حراك بهم، وسقطت حكومتهم، التي كانت تحسب أنها باقية على الدهر، فإذا هي تندحر وتندثر وتمزَّق كل ممزَّق.

ثم أذَّنَ مؤذن بالانتخابات الجديدة للبرلمان الجديد، فإذا حنجرة أنطوان تكتسح كل شئ أمامها، وتجوب البلاد من جنوبها إلى شمالها، فتندك أمامها المعاقل والحصون، وتعنو لها الرقاب والأعناق، وتنجلي معارك الانتخاب عن فوز ساحق ماحق يفوزه المحافظون، ويعودون إلى البرلمان، يجرون ذيول التيه، ويبرمون شوارب الخيلاء.

وفي اليوم التالي غدا أنطوان إلى شركات التأمين فأمن على حنجرته بمائة ألف من الجنيهات.

إن اللآلهة قد تمنح، فتشرق في المخ، وتعطي فتجزل العطاء

<<  <  ج:
ص:  >  >>