منقولة عن لغة أجنبية؟. . . وهل مقالات الزيات وأمين والعريان مستوردة من الخارج؟. . . ثم هل كان خيوط العنكبوت وعلى هامش السيرة وعشرات غيرها، يخجل المنصف أن نعددها له، غير مصرية. . .؟
هنالك بعض نقاط ضعيفة في الأدب المصري. . . ولكن هذه النقاط الضعيفة لا تقتضي أن تذهب بنا هذا المذهب الجاحد في الإنكار الشديد، وأن تدفع بنا إلى مثل هذه الأدلة الهزيلة. فنقول إن مصر التي تسيطر بثقافتها على البلاد العربية قد عجز أدباؤها وعلماؤها عن وضع الموسوعة الإسلامية، أو إن أكبر أديب فيها ينادي بفرعونيتها، أو أنه لم يخلق فيها بعد ناثر أو شاعر يسجل في ملحمة شعرية أو نثرية الأحداث الخطيرة التي تعاقبت عليها
ومتى كان رأي قديم لأديب كبير باعثاً على إنكار ثقافة بلد كامل؟ وما هي العلاقة بين هذا وذاك؟ أفلا يحس الأستاذ زهير زهير نفسه في بيروت آراء أشد من هذه، وأقوى في النيل من الإسلام، وطعنه في ظهره. ألا يرى ذلك في كليات التبشير ونشرات الأدباء المبشرين؟. . . ثم هل يكون العجز عن تأليف موسوعة دليلاً على ما نتعمده من إنكار؟ إن الأقطار العربية، ومصر منها، لا يعيبها أنها لم تشرع بعد في الموسوعة الإسلامية فلقد كانت غارقة في معترك سياسي عنيف، وكانت قوى علمائها وعامتها منصرفة إلى السياسة ومتأثرة بها، والموسوعات إنما تتطلب الاستقرار والنعيم والثروة. . . ولئن توفر بعض هذا في مصر فلم يتوفر كله، وحين يبدأ قطر عربي آخر بالموسوعة الإسلامية نستطيع أن نقرنه بعد ذلك إلى مصر، لنهب أحدهما الزعامة الأدبية
وبعد فإن الأستاذ (زهير زهير) قد أغرق. . . وقد كان في كلمته حائراً بين امتداد الثقافة، وسيطرة الزعامة، وفرعونية مصر، وإنكار الأدب المصري. . . ولقد كان متجاوزاً حدود الجرأة حتى سمى هذه الثقافة (ثقافة لقيطة) وكما عز عليه كلبناني عربي، يعز علينا كعرب مسلمين أن يؤخذ الشاب العربي المسلم بعصبيات إقليمية، ونعرات دينية، (وأن يخدع بالدعايات المأجورة المجانية)