للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يسمح بالحصول على تقدير هذه السرعات الكبيرة، والأشكال التي تبدو في الصورة كالطوربيد، هي طيف لسدم مختلفة، مأخوذ فوق الطيف الأرضي العادي، وترى أنه كلما نزلنا في اللوحة مالت خطوط معينة في الطوربيد إلى الجهة اليمنى، وتختلف سرعة هذه السدم الواحد عن الآخر فالطيف الأعلى يمثل ضوء السماء والسديم الأول وهو الذي يليه يقترب بسرعة ١٨٥ كيلو متراً في الثانية والثاني يبتعد بسرعة ٣٨٥ كيلو متراً والثالث والرابع بسرعة ٤٩٠٠ كيلو مترا و ٤٨٨٤ كيلو مترا على التوالي والخامس بسرعة ١٩٧٠٠

وأول من قام بعمل هذا النوع من التجارب هو الأستاذ سلفر مرصد لويل

هذا عن تعيين سرعة السدم وبقي أن نشرح الطريقة لمعرفة بعدها عنا

من الممكن أن نرى في العوالم الحلزونية القريبة بعض النجوم الكبيرة المنفردة عندما تفوق هذه النجوم الشمس في حجمها وضوئها مئات أو آلاف المرات، ومن حسن الحظ تتغير شدة إضاءة طائفة من هذه النجوم من وقت لآخر وتسمى هذه النجوم التي يتغير ضوءها ويحدث توهجها، الذي يقع في فترات متتابعة ومتساوية، من نبض حقيقي للنجم أو تغير في حالته الطبيعية؛ وتختلف هذه الفترات من بضع ساعات لبضعة أسابيع، حسب حجم هذه النجوم وقوة توهجها

وكما أن الأطباء يحاولون بدراسات جديدة تمييز الجنين في بطن أمه إن كان ذكراً أو أنثى، من عدد ضربات قلبه، فقد وجد العلماء أن هذه الفترات تدل على حالة النجم. وقد أثبتت الملاحظات أن النجوم التي لها نفس الفترة لها نفس الخواص الأخرى كالحجم والتوهج والنموذج الطيفي، وعليه فالفترة التي يمكن أن نقيسها بسهولة بساعاتنا الأرضية تعين درجة توهج النجم؛ فإذا عرفنا أن نجماً من النجوم توهجه يختلف مرة كل عشرة أيام، كان سطوع هذا النجم يماثل ٩٥٠ مرة قدر سطوع الشمس. وتنحصر المسألة بعد ذلك في معرفة المسافة التي يوجد عليها نجم عرفنا درجة توهجه، ونعرف أن حجمه الظاهري لنا النقطة التي نراها.

من هنا عرف العلماء مسافة هذه النجوم البعيدة، وبالتبع مسافة العالم الذي يحويه

وهكذا أصبحنا نعرف مسافة هذه النجوم المتغيرة، معتبرة وحدة للقياس، كما نعرف مسافة

<<  <  ج:
ص:  >  >>