للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

شمعة معتبرة وحدة للقياس من درجة توهجها الظاهرة

وقد اكتشف الدكتور هبل من مرصد جبل ولسون بأمريكا نجوماً من هذا النوع في ثلاثة من أقرب السدم الحلزونية وحدد أبعادهم بالطريقة السالفة - هذه الطريقة التي صعب على هذا العالم تطبيقها للسدم البعيدة؛ فاضطر إلى الالتجاء لطريقة أخرى يعتد بها فريق من العلماء، ولا مجال لشرحها هنا.

وها نحن نسرد النتائج الفعلية لهذه الأبحاث

أولاً: أن سرعة ابتعاد السدم تفوق كثيراً السرعة التي تسير بها النجوم في أفلاكها داخل هذه السدم

ثانياً: هذه السرعة للسدم تزداد بازدياد المسافة التي تفصلنا عنها

ثالثاً: تبتعد جميع السدم عنا بسرعات كبيرة جداً

صحيح أنه دل امتحان ٩٠ سديماً، في بادئ الأمر، على اقتراب الخمسة السدم الأولى منا بسرعة بطيئة، ولكن يعتقد السير أدنجتون أن هذا الاقتراب اقتراب ظاهري، ذلك أن الباحثين لم ينسبوا سرعة هذه السدم للمجرة كمجموعة، إنما نسبوها لمجموعتنا الشمسية، وباعتبار أن الشمس تسير حول مركز المجرة بسرعة تختلف من ٢٠٠ إلى ٣٠٠ كيلو متر في الثانية، فإن هذا الاعتبار الأخير يصحح معرفتنا الحقيقية عن هذه السدم الخمسة التي يثبت بعد ذلك ابتعادها.

ويحسن أن نطلع القارئ على درجة سرعة ابتعاد السدم عنا، فبينما تختلف سرعة النجوم في أفلاكها من ١٠ إلى ٥٠ كيلو متراً في الثانية، إذ تختلف سرعة السدم في الأربعين سديماً القريبة منا كما بين ذلك (سلفر) من ٨٠٠ كيلو متر في الثانية إلى ١٨٠٠، هذا وقد اكتشف (هاماسون) من مرصد مونت ولسن بأمريكا أن السرعة تزداد بعد ذلك كثيراً للسدم البعيدة ففي جهة التوأمين يُرى سديم يبتعد عنا بسرعة ٢٥ ألف كيلو متر في الثانية، ويبعد عنا بنحو ١٥٠ مليون سنة ضوئية. ولا شك أنهم سيكشفون الآن سُدُماً أبعد من هذا، وذلك بعد أن تم وضع المنظار الجديد في مرصد جبل ولسون، ذلك المنظار الذي كان له الفضل في كشف القمرين الجديدين للمشتري كما ذكرنا في مقال سابق

ولقد كان لهبل في سنة ١٩٢٩ الفضل في اكتشاف تناسب سرعة السديم مع بعده، وهذا

<<  <  ج:
ص:  >  >>