وإذا بدا الجفاف على هذا المقال فذلك لأنه مقال علمي خال من حشو القول، ولا غاية لنا منه سوى توجيه القارئ إلى نواحي الفن العريق؛ فيحصل على قسط من المعرفة يكسبه شيئاً من الميزة والدراية والتثقيف الواجب، فيكبح من جماح إعجابه السريع بكل ما يراه لصغار الفنانين الذين يدعون لمجرد عرض بعض لوحاتهم وإطناب الصحافة التي ليس لها في قياس الإنتاج الفني معيار، أنهم وصلوا إلى القمة. أما أولئك الذين يشتغلون بالفن ويعتبرون أنفسهم من تلاميذه، فإليهم أيضاً أكتب آملاً أن يكون فيه بعض التوجيه لما يفيد وبعض التهيئة لإنتاج جدير بالاعتبار والتقدير