الذي غلب على إنتاج المدرسة السيكيونية فضلاً عن أنه كان مصوراً تخطيطياً من الطراز الأول. ولا يزال معدوداً من الطبقة الأولى، بل ولم يكن لغيره في العصر القديم أن يصل إلى مرتبته في العمل الصناعي والتكوين الإنشائي والجمع بين الظل والنور وحسن استخدام اللون.
هذا إلى جانب القدرة الهائلة في تمثيل الطبيعة أصدق تمثيل؛ فدل بذلك على دقة الملاحظة في أكمل معانيها؛ فيرى الناظر إلى مجموع إنتاجه مما وصل إلى أيدينا أنه كان مَثلياً في اختيار الجمال وتكييفه وعرضه في ثوب الأناقة والمباهاة التي أصبحت له وللوحاته دون غيره من مصوري عصره مع توافر البساطة في الإخراج.
وقد اقتصر على تصوير اللوحات فلم تكن له صور على أواني الزهر أو على الحوائط. وأهم ما تركه من العمل الفذ حقاً صورة لأفروديت أناديومين في معبد أسكليبيوس بقوص والتي أخذت إلى روما في وقت ما. صور أفروديت تظهر خلال أمواج البحر، فبدا نصفها الأعلى وأخذت تنثر شعرها بيديها. وكانت لهذه الصورة منزلة عظيمة عند معاصريه، وأثر كبير على الفنانين إلى حد أن بعض النحاتين مثّلها في الرخام بنفس طريقته وعلى نمط إنشائه.
وله غير ذلك صورة (لأرتميس وعرائس البحر) وصورة لهرقليس وخاريس، ولوحات لاسكندر الأكبر في صورة الإله زويس بمعبد أرتميس في إفيزوس؛ وصورته له كفارس محاط بأوضاع رمزية لحاشيته. وكانت له معشوقة هي بانكَسَبا التي كان لها حظ التخليد على يديه.
ووجد غيره من الفنانين، منهم من كان على اتصال به مثل بروتوجينيس الذي عمل صوراً فردية ولكنها كانت على أعظم جانب من صدق المحاكاة وأبرع قسط من جمال الإخراج. وأهم ما نذكره له صورتان إحداهما لياليزوس هيروس وأخرى لسانير متعب
وللمصور آتيون صورة مشهورة لزواج الإسكندر من روكسانا. ولا بد لنا من ذكر المصور ساموس والمصور أنتيفيلوس الذي عاش وانتج في مدينة الإسكندرية
وفي هذه المرحلة تطور فن التصوير من حيث الرغبة في إخراج اللوحات الصغيرة التي يمكن لأكثر الناس اقتناؤها. وأول من اتجه هذا الاتجاه الفنان بايريكس الذي صور مناظر