الدراسي الماضي في أن تزيد عناية مدرسة الفنون الجميلة العليا بالفن الإسلامي جاعلة منه أساس الدراسة في هذه المدرسة، بما يتناسب وأغراض النهضة القومية الحديثة ومراميها في تربية شباب الفنانين المصريين، وكان ذلك عقب زيارة معاليه للمعرض الذي أقيم في المدرسة لإظهار نشاطها
والمعروف أن القواعد التي تقوم عليها برامج هذه المدرسة تميل حتى الآن بحكم نشأتها القديمة إلى تدريس الفن في مختلف صوره على الأصول الغربية، مع تقدم الزمن بمصر للأخذ بفنونها الخاصة، ولطبع الثقافة الفنية فيها بطابعها الأصيل وهو الفن الإسلامي
على أن بعض أساتذة المدرسة المصريين قاموا في الأيام الأخيرة بجهود فردية - وبخاصة في قسم العمارة - لتوجيه البرامج إلى هذه الوجهة، وتربية الذوق الإسلامي في نفوس الفنانين الناشئين
ولما كان الأمر أجل من أن يترك في هذا المعهد الفني العالي لمجرد المجهود الشخصي فقد رفع الدكتور محمد فكري أستاذ تاريخ الفن بالمدرسة مذكرة إلى معالي وزير المعارف اقترح فيها بناء على رغبة معاليه السابقة إنشاء قسم خاص للفنون الإسلامية بالمدرسة وتقوم في نفس الوقت بتفاصيل إنشاء هذا القسم والمقترحات الخاصة ببرامجه
وقد جاء في هذه المذكرة أن الفن الإسلامي هو الفن القومي لمصر، وأن الخصائص الفنية العظيمة التي ينفرد بها هذا الفن يجعل منه مادة خصيبة لتغذية جميع نواحي النهضة الحديثة في مصر، فضلاً عن قابليته الدائمة للتطور وتمشية مع روح البيئة الطبيعية في هذه البلاد
وقد عنى معالي وزير المعارف بهذا الاقتراح وأحاله على مراقبة الفنون الجميلة لدراسته
وفاة العالم الأثري هوارد كارتر
نعي من لندن الأستاذ هوارد كارتر العالم الأثري الإنجليزي المشهور عن ٦٦ عاماً. وليس بين المصريين من يجهل اسم هذا الرجل الذي كشف مع اللورد كرنارفون مقبرة توت عنخ أمون التي لفتت العالم بأسره إلى مصر. وكان عمله العظيم أكبر دعاية عالمية شوقت ألوف السياح إلى غشيان مصر من كل فج وصوب.
جاء المستر كارتر إلى مصر سنة ١٨٩٠ وعاون الأستاذ فلندرس بتري في حفائر تل