الحكومة الأمريكية لأول مرة بحكومة السوفيت. ونظمت المبادلات التجارية بين البلدين؛ واتجهت بريطانيا العظمى إلى توسيع نشاطها التجاري في روسيا؛ وفقدت ألمانيا بذلك دعأمة سياسية قوية ومصالح اقتصادية خطيرة. وكان في وسع الوطنية الاشتراكية أن تحرص على علائق ألمانيا وروسيا من الجهة الخارجية، وأن تمضي في نفس الوقت في كفاحها ضد الشيوعية داخل ألمانيا على نحو ما فعلت الفاشية الإيطالية، ولكن الظاهر إن الوطنية الاشتراكية الألمانية لم تعرف بعد أن تفرق نزعاتها الشخصية وبين مصالح ألمانيا العأمة، وأنها لا تتمتع بذلك الإتزان الذي تمتاز به الفاشستية الإيطالية رغم صرامتها.
هذه خلاصة الظروف والأدوار التي تقلبت فيها الوطنية الاشتراكية الألمانية. وهي تعمل حتى اليوم كثيراً لألمانيا، ولكنها عملت كثيراً لإثارة الأحقاد الجنسية والقومية، وسحق الديمقراطية والحريات العأمة. وقد أثارت بذلك كثيراً من الخصومات على ألمانيا، وأساءت بوسائلها المثيرة إلى هيبة ألمانيا وسمعتها، وأفقدتها كثيراً من العطف العالمي، وجمعت كلمة الديمقراطية ضد ألمانيا في خصومة موحدة مشتركة، وبدت الفاشستية الإيطالية للعالم اليوم، بعد الذي شهده من جموح الوطنية الاشتراكية الألمانية وعنفها، أجدر بالتقدير والاغضاء والتسامح من وليدتها.